المهدي… معنى الانسانية والعدالة والعطاء ـ بقلم : سهيرالخالدي
المهدي… معنى الانسانية والعدالة والعطاء
سهيرالخالدي
كانت وما زالت وستبقى قضية الإمام المهدي قضية إنسانية بحته تدعو الى تحقيق العدالة الإلهية في الأرض وتعطي لكل البشرية الحق في العيش الرغيد الذي يتمناه كل إنسان, فهي قضية إيجابية ولا بد للمنتظرين له يكون إنتظارهم بالإسلوب الإيجابي,فمن الآثار الايجابية للانتظار هو ان المنتظر للإمام “عليه السلام” يجب ان يكون في أرقى صور التمثل بالأخلاق ومحاسنها, وهناك رواية عن الإمام الصادق عليه السلام تقول بأن نعمل بالورع ومحاسن الأخلاق,التي لابد ان تكون سلوكا للإنسان بطبيعته وهو يمهد الأرضية عند الإنسان ويهيئ النفس لان يكون من أنصار الإمام المهدي عليه السلام وهي تعتبر من أهم المناهج للدعوة لدولة الإمام المهدي عليه السلام، فالروايات تقول كونوا (دعاة لنا بغير ألسنتكم، كونوا دعاة لنا صامتين) هذه الدعوة هي دعوة للإمام المهدي عليه السلام.
وهذا ما دعى المرجع الديني السيد الصرخي الحسني الى إثبات ذلك ونفي أن تكون قضية الإمام المهدي قضية مليشيات!! جاء ذلك في المحاضرة الثانية من بحث (وقفات مع …توحيد التيمية الجسمي الاسطوري) 18- صفر 1438 هــ
مؤكدا سماحته ان الامام المهدي ” قدوة حسنة، المهدي إنسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي رحمة، المهدي عطاء، المهدي تقوي وإيثار وأخلاق”
مضيفا سماحته ” أمّا أرفع اسم المهدي وعنوان المهدي وارتكب المحرمات والفساد وأفسد في الأرض، ما هو فرقه عن الذي يحمل اسم النبي واسم الخليفة الأول أو اسم الخليفة الثاني أو اسم الصحابة أو اسم أمهات المؤمنين، ما هو الفرق بين هذا وهذا، هذا يشوه صورة الإسلام وصورة الصحابة وأمهات المؤمنين والرسالة الإسلامية وذاك أيضًا يشوه صورة الإسلام وأهل البيت والرسالة الإسلامية، لا يوجد فرق بين هذا وهذا، هذا معول يهدم وهذا معول يهدم، هذا يخدم الشيطان وأولياء الشيطان والطاغوت وأولياء الطاغوت وذاك أيضًا يخدم الشيطان وأولياء الشيطان والطاغوت وأولياء الطاغوت”
ودعى سماحته الى عدم الانخداع والتغرير بهكذا مسميات كاذبة سواء سنية او شيعية ” إذن لا ننخدع بتسميات؛ عنوان المهدي، وأتباع المهدي، وكتائب المهدي، وجيش المهدي، وسريا المهدي، كتائب السنة وأهل السنة والصحابة وأمهات المؤمنين وأهل التوحيد، كلها عبارة عن عناوين زائفة ترفع وتستخدم من أجل الاسترزاق والاستئكال والخداع والتغرير بالناس”
كما ودعى سماحته الى البحث عن الحقيقة والطريق الصحيحة بقوله ” إذن ابحثوا عن الطريق، ابحثوا عن المنبع، ابحثوا عن العلم، ابحثوا عن الحقيقة، ابحثوا عن الطريق النقي الصافي الصحيح العلمي، الشرعي الأخلاقي، لا نسير خلف العاطفة وخلف الشيطان وخلف الطائفية والمذهبية والقومية والقبلية. نعم، إن كانت هذه العناوين تصب في خط الرسالة الإسلامية وتكون مهذبة للأخلاق وللدين وللإيمان وللتقوى، فنحن ندعوا إلى هذا، ندعوا إلى التمسك بالقومية والقبلية والمذهبية والطائفية، إذا كانت مهذبة للإنسان، مكملة للإنسان مقومة للإنسان في طريق الإسلام، في طريق الرسالة، في طريق الأخلاق، في طريق الرحمة، في طريق الأخوة، في طريق الإنسانية، أما إذا كانت تؤدي إلى طريق الشيطان والقبح والفساد فلا خير فيها ”
وفي هذا الزمن يجب ان يكون سلوك الفرد المنتظر للفرج بالأخص سلوكا ينسجم مع الدعوة الإصلاحية كمنهج دعوة للإمام المهدي عليه السلام، فالفرد المنتظر سواء كان في محيطه الموالي او في محيط آخر عليه ان يتمثل بأسمى الأخلاق والعدل والإنسانية ليجسد معنى الانتظار الواقعي للإمام المهدي عليه السلام.