عاد «تشرين» لارا طمّاش

هي : عاد تشرين …يحمل بين طياته العناوين
يحمل برود النسائم عند المساء..يلف الصور
عاد يدغدغ بريق الشمس و يغمز للغيم بأن عاد موعد اللقاء..
عاد تشرين مرفرفا فوق قلبي و إن كان حزينا
يحلق بأفكاري عاليا … يحمل من ملامح الظل شجرة فارعة
يقرع باب الصمت من بعد صخب..
عاد تشرين و كل أوراقي المسافرة فوق بساط الريح أنين
على سطر الأفق يكتب بأمواج الخريف خبرا…
عاد و الذاكرة حبلى رغم أن الأضواء مطفأة و القلوب أودعت أسرارها الصناديق ذات كبرياء
عاد تشرين ينزف ذكرياتنا بلا دواء
ففي الخريف وجع قطارات يعود منها المودّعون كعاصفة كتومة مسروقين مذهولين
تستحم لغتهم تحت مطر قادم و تغازلهم شقاوة الانتظار الطويل لصيف قادم
فلا تنتظر ما لا أجيده و لن أبوح بما تجهله!
هو : انفلت من موج بحرها الذي ابتلعه لدقائق..فغيبه و غاب ..
عاد لواقعها و الجراح تأكل صدره من كثافة الغياب..
ضاقت به اللغه و غادره صيفه الطويل، حمل جنونه الباهظ و غاص في معطفه
مسافرا بكوم من أسئلة…
صفير المحطات محمل بالشوق و التمرد و الغضب..و كأن لا شيء كُتب له أن يبقى على حاله!
و كأن الأبدية أكذوبة و حبر قلم بلا بصر !
هذا الصبح تقمص الطير الشارد هواجسها…و ابتسم
فتدحرجت خطواتها فوق الأمل نغمة
مجنونان ينحازان إلى الحلم برفّة و يغرقان في  ليل الحياة
و لا يزال رصيف المحطات يموج بالمغادرين ..
عاد تشرين دقت الساعة
و انطلق الزمن يكتب للأقدار حسابا آخر..
في هدأة ليله تمطر الحواس .. و في فجر صباحاته صفاء ملامح ولدتّه قطرات الندى
عاد تشرين فلملموا ما ضاع، صمت المسافات سيصرخ حنينا من حنجرة الغربة. جربوا أن تبتسموا من جديد لموسم ولادة الروح ..أحبوه برغم ما هو عليه و ما كان فيه ..
و البسوا معاطف الفرح رغم اصفرار الزمان
الخريف خطير و برد الشتاء قادم و موسم الشغف ابتدا.

مقالات ذات الصلة