عين على الثورة ـ بقلم :احمد مبارك بشير
عين على الثورة :
مرافق الرئيس القاضي !
اللقاء العاشر
اللقاء بكم يتجدد ، فأهلا بكم معنا :
– مرحبا بك استاذي الفاضل ، حياك وبياك وجعل الجنة مثواك ، قبل ان ابدأ انقل عن الفيلسوف ابن خلدون كلمات توضح ما اسعى اليه من قراءة التاريخ حيث كتب في مقدمته الشهيرة : (لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل و لم تحكم أصول العادة و قواعد السياسة و طبيعة العمران و الأحوال في الاجتماع الإنساني و لا قيس الغائب منها بالشاهد و الحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من العثور و مزلة القدم و الحيد عن جادة الصدق) .
الكوكباني :
– واهلا بك بني واشارة مهمة ما أوردته عن ابن خلدون .
انا :
– سيدي استميح منك العذر لأربط الاحداث معكم بما حدث تباعا في الجنوب ، كما تحدثنا سلفا عن ان بدء المواجهة الفعلية ضد من تريد بريطانيا تسليمه السلطة في الجنوب ، حكومة الاتحاد ويتداخل فيها منظمة التحرير ، و الجبهة القومية التي ابرز قيادتها في مثلها الرئيس قحطان الشعبي ، انتهت الاحداث بعد سيطرة الجبهة على اغلب السلطنات والمشيخات ، وبعد مواجهات عدن ، تقبلت بريطانيا تسليم السلطة للجبهة القومية ومن يمثلها وبدأت مفوضات التسليم في جنيف 21 نوفمبر ، ليأتي يوم 30 نوفمبر67 ويصل الرئيس قحطان تستقبله الجماهير الحاشدة في عدن رافعة علم الدولة الوليدة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، وقيل لي من مصادر اثق بها الا انني لم اتوثق من طرف ثالث، قل لي ان علم الجمهورية هو ذات علم الوحدة قبل ان يتم تغيير اسم الدولة الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويضاف لها المثلث الأزرق المعبر عن اليسار الاشتراكي . بدأت الافراح والناس تنظر بأمل الى الدولة الوليدة التي اتخذت من النهج اليساري على نهج الفكر القومي العربي (الناصري ) في بداية المسار . رغم ان قحطان وفيصل الشعبي قد حجزا في مصر ، ولأسباب مشابهة لما حدث لحكومة العمري وتقريبا ذات الفترة اختلاف بين اسر قادة صنعاء وقادة الجنوب أيام قليلة . عاد قحطان الى الجنوب الى في بداية أغسطس 1967 من القاهرة الى تعز ومنها الى الجبهة الجنوب ، بعد ان تلقى الاعتذار من الرئيس ناصر شخصيا ، طبعا اكرر ان نفس الأخطاء التي اعتذر عنها جمال عبدالناصر ، لم يكتشفها او تجاهل التصريح بها ،الا ما بعد النكسة في يونيو 67 ليضع اللوم الكامل على مجموعته الإدارية ومنهم صلاح نصر مدير المخابرات الذي يضلله بالمعلومات حسب قول الزعيم . 30 نوفمبر ارتفع العلم وبدأ عصر جديد للجنوب ، ودولة وليدة ، ولابد من العمل الدؤوب ،هذا ما بدا . الا ان النزاع قد بدأ بين اليسار بين التوجهين القومي العربي وبين التوجه الشيوعي الماركسي ، هذا الصراع اندلع في يوم الاستقلال 30 نوفمبر ، كان شرارة نار تحت الرماد ،زرقة السماء الصافية ستتلبد بالغيوم بعد اقل من عام . عموما استقل الجنوب اليمني ، وصارت العين على الشمال لتحريره وانهاء الحرب فيه هذا ما فكر به قادة التحرير في الجنوب . و هنا استاذي الفاضل يخطر في بالي سؤال عن العلم لأغلب الجمهوريات العربية ما سره
الكوكباني :
– حسب علمي يا بني ان الألوان اتخذت من إشارة البيت العربي الشهير لصفي الدين الحلي :
وإنا لقوم أبت أخلاقنا كرما أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا
ولذا تجد الألوان الأربعة في الاغلب موجودة في تلك الاعلام ، ثم تم تغيير بعضها عدا علم دولة الكويت الذي حافظ على نسق تلك الألوان .
انا :
– الكويت ، انها من اكثر الدول التي دعمت اليمن الوليد تنمويا بعد الاستقرار ، وهناك دولة أخرى كانت تهتم بالتنمية في اليمن وبشدة الا اننا لا نذكرها كثيرا .
الكوكباني :
– الكويت ، سعت لأكثر من مرة في تثبيت الاستقرار وانهاء الحرب ، واتذكر ان القائد المصري قال لأول وفد سلام جاء من الكويت عبارة اتذكرها : لن يستطيع أيا كان ان يجبر اليمنيين على من يحكمهم . ولذا كان الكويت داعما لوقف الحرب وداعما للانتقال السياسي الآمن في اليمن . ذكرت دولة أخرى ، هل هي احد دول الخليج ؟
أنا :
– لا . اعني الصين !!!
الكوكباني :
– نعم ، الصين ، لقد كانت تدخلات الصين في اطار تنموي مباشر ، حتى في زمن الائمة البائد ، ملاحظة مهمة ،
انا
– للأسف لا احد استفاد من تدخلات الصين التنموي ،و الاستفادة من هذا التدخل لبناء علاقة مصالح مكتملة معها.. للأسف ! . استاذي دعنا نعد لما توقفنا عليه ، استمر حصار السبعين من نوفمبر 67 والى فبراير 68 ، وماذا تلا ذلك ؟
الكوكباني :
– لم تنته المعارك بل استمرت في الجبهات ، وبدأت الأمور تبدو تحت السيطرة مع تخفيف الضغط بعد فك الحصار عن صنعاء ، الا ان الخلاف السابق بين القادة العسكريين لم تنته ، وبرز الخلاف بشدة وبرز طرفي النزاع بين رئيس الأركان والفريق العمري ، ويبدو انك تعرفت على طبيعة الفريق العمري سريع الانفعال وبدأ في مواجهة أولئك القادة ، وتجاوز الامر في القاء القبض على قائد المدفعية ، وحدث الاشتباك بين الطرفين ، هذا كان في أغسطس 68 ، وأصيب وقتل من المدنيين في احد جوامع صنعاء جراء القذائف العشوائية بين طرفي النزاع . و وقفت بعض القبائل في صف العمري ، واستمر التوتر قرابة 3 أيام او يزيد قليلا . كادت ان تكون مجزرة وتنتهي الجمهورية المأمولة، بل تتحول اليمن الى مركز حرب بين عدة اطراف اقرب بالنموذج اللبناني في حربه الاهلية . استفاد الملكيون من تلك الاحداث وتقدم القائد قاسم منصر احد ابرز بل واهم قادة الملكيين ، واحتل بعض المواقع منها جبل الطويل ، وبدأت قذائفه تصيب مطار الرحبة ، ظهر ان صنعاء تسقط . لم تتوقف تدخلات العقلاء ومنهم القاضي صبرة عميد السلام وركيزته في اليمن ، مع عدد من شيوخ القبائل لأنهاء الاشتباك في صنعاء، تم ذلك ، وفر بعض القادة ممن رفض القبول بالتهدئة ، خوفا من اسرهم ، عادت المواجهات من جديد صوب الملكيين . شيء آخر أجل تقدم قاسم منصر ، وهو توقفه علمنا لاحقا انه بسبب خلافه مع المملكة وبعض الامراء ، أمور متعلقة بمهامه ، اعتبره تدخل غير مقبول فيها ,
انا :
– هذا الموقف من القائد قاسم منصر سيكون لصالح الجمهورية ، بل نقطة ارتكاز كبرى ؟
الكوكباني :
– نعم قاسم منصر فعليا بدأ يتواصل مع الشيخ الأحمر والقاضي صبرة .
انا :
– ماذا عن القاضي الارياني ؟.
الكوكباني :
– هذا الموقف موقف انفجار الوضع بين القادة ، جعله يضع استقالته امام المجلس الجمهوري وينسحب الى تعز محملا القادة العسكريين مسئولية الاحداث والدماء التي سالت من الأبرياء ، وان عليهم اختيار من يتحمل المسئولية بدلا عنه . لم تقبل الاستقالة ورفض الجميع ذلك ، وانهم لن يبرؤوا ذمته من هذه المسئولية .
انا :
– استمرت المعارك والجبهات تحسم لصالح الجمهورية . يبدو ان المدنيين اكثر قدرة على إدارة الأمور حتى الان ، ولديهم قدرة اعلى على إيجاد حلول سياسية ، ويبرز بذكاء دور القائد الرئيس القاضي الارياني .
الكوكباني :
– وهذا صحيح ، لقد التقى الرئيس القاضي بالزعيم ناصر لمرتين في لقاءين مختلفين لاحقا منها آخر لقاء به في القاهرة وقال الزعيم للرئيس القاضي :
( الواقع انك حكيم في سياستك وقد حققت كل ما كنا نتمناه دائما وهو السلام في اليمن وفي ظل الجمهورية . )
أنا :
– الا ان العامين 68 و 69 يحملان اكثر المتغيرات في العالم العربي وفي اليمن كذلك ، استمرت معارك اليمن ،
الكوكباني :
– خاصة العام 69 فقد كانت كبرى المفاجآت هو انضمام القائد منصر الى الجمهورية ، بل كل التسليح وبكل المعدات يسلمه القائد منصر الى صنعاء ويستقبل استقبال الفاتحين الابطال ، وتوجهت الحشود الى ميدان التحرير وحضر جميع القادة وعلى رأسهم الرئيس القاضي ورحب بالقائد منصر واعتبره النموذج الحي للقائد خالد بن الوليد ، في ذات العام قتل الأمير عبدالله بن الحسن في معركة صعدة ، وفي ذات العام غادر الامام البدر معقله في حجة بعد تهديد الجمهوريين له واعطاءه الفرصة للمغادرة قبل المواجهة ، في ذات العام كان اهم لقاء يجمع حكام العرب في الرباط .
انا :
– الا ان هناك متغيرات كبرى حدثت في العالم العربي ، انقلاب النميري في السودان ، ويبدو ان الزعيم ناصر مازال يحلم بشيء ينقل به فكره القومي ، فدعمه فورا ، وكذا انقلاب القائد القذافي في ليبيا ولم يتردد ناصر في دعمه أيضا ، ربما رأى ناصر فيهما نموذج بديل لتطبيق فلسفته القومية اليسارية ، في المقابل هذا برز النموذج الثاني في العراق مع سيطرة البعث الاشتراكي على الحكم برئاسة البكر ونائبه القوي صدام حسين ، وهي ثاني دولة يسيطر عليها البعث بعد سوريا التي سبقت في العام 1961 ، والتهديد الثالث برز بسيطرة اليسار الشيوعي على الحكم في الجنوب بعد ان اجبر الرئيس قحطان على الاستقالة ابريل 1969 ، بسبب توجهاته المنفتحة والتي اعتبرت رجعية وتخليه عن مبادئ الثورة وقيم الاشتراكية اليسارية ، لم يتم الاكتفاء باستقالة من يمثل لفترة قريبة زعيم الجنوب وصاحب الرؤية العربية القومية ، بل تم اسره و وضعه تحت الإقامة الجبرية وبشكل مهين والى وفاته 1981 . استلم الرئاسة الرئيس سالم ربيع علي (سالمين ) و تم تغيير اسم الدولة الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولتتخذ خطواتها الجادة في سبيل ضم بقية اليمن والسلطنة وتحريرهم من الأنظمة الرجعية حسب تفسيرهم .
الكوكباني :
– مرور سريع على تلك الاحداث . هناك تغيرات أيضا في سلطنة عمان .
أنا :
– صحيح الا ان ابرز متغير برز مع تولي السلطان قابوس الحكم في 1970 بعد انقلابه على والده السلطان سعيد ، ودعمت دولة علمانية السلطان في مواجهة تمدد الجبهة في ظفار ، وساعدته مع دول أخرى على استعادة التوازن .
الكوكباني :
– تعني بريطانيا !
انا :
– بالتأكيد هناك تسهيلات بريطانية ، الا ان الداعم الأقوى في تلك الفترة كانت ايران العلمانية الليبرالية أيام حكم الشاه . أرى ابتسامة في وجهك .
الكوكباني :
– لانك اخذت المبادرة في هذا التوضيح الهام .
انا :
– في النهاية ، انها السياسة والمصالح ، دعنا نكمل حيث كنا استاذي .
الكوكباني :
– كما ابلغتك كان اللقاء الأهم للاعتراف بالجمهورية هو لقاء قمة الرباط 1969 ، حيث توجه الرئيس القاضي و وفد اليمن الجمهوري ، بسبب تغيير بعض الاجندة ومع الجلسة الأولى انسحب الرئيس والوفد معتبرا انه تم إهانة اليمن لعدم وضع القضية ضمن محاور الجلسة ، وان من يسير الجلسات هو المال وليست القضايا العربية ، فورا أوقفت الجلسة وتوجه الملك الحسن الثاني واقنع الرئيس بالعودة للجلسة وان عليه ان يلقي كلمته كاملة فالقضية اليمنية هي قضية كل العرب ،في ذات الوقت تحرك الرئيس هواري بومدين واقنع الملك فيصل بالاعتراف بالجمهورية ، خاصة ان عذر المملكة في التهديد من قبل مصر انتهى فعليا وان مصر سحبت قواتها من اليمن ، ويمكن ان تستقر الأمور وتنتهي أي مشكلات عالقة عبر الحوار ، وان نظام صنعاء لم يوجه للمملكة أي شتيمة بل يطالب بالإسهام في حل القضية اليمنية وانهاء الحرب ،وانه فعليا تم الصلح مع مصر فلماذا تظل الأمور عالقة في اليمن .
انا :
– لم تعد هناك حجة لدى المملكة وخاصة ان اكبر قادتها في معارك اليمن اعلن انضمامه للجمهورية القائد قاسم منصر . والملك كما اخبرتنا لم يرد عودة الامامة الى اليمن فماذا بعد ؟
الكوكباني :
– فعليا لم تعد هناك حجة ، ولذا قبل الملك ، و تم وضع اطار للمصالحة الوطنية ، وصحيح ان اليمن تخلص من الامامة الا ان اطار المصالحة حمل سيطرة من نوع آخر على الحكم في اليمن وتدخل بطريقة غير مباشرة .
انا :
– انها السياسة والحرب ، علينا ان نعي اننا ضمن محيط واطار وجوار لسنا وحدنا ، ان قبلنا تدخلات الغير فينا من الأساس ، فعلينا ان نعي ان المصالح هي من يحكم السيناريو النهائي لما نظن اننا نريد . سيدي في لقاء سابق نبهت ان اتفاق الخرطوم او قمة اللاءات التي دعمت فيها المملكة ودول خليجية مصر ماليا ، حددت معركة أخرى ضد كابوس جديد ينمو في المنطقة …
الكوكباني :
– يبدو ان تفسيرك منقطي للأحداث ، لكن ماذا تعني بالكابوس وعلى من ؟
انا :
– طبعا اعني نفس الدول التي تخاف أي تغير في صورة الحكم ، او تغير منظومة المصالح ، فالمملكة لم تعد ترى أي تهديد قادم من الناصريين ، بل اعتبرت الناصريون اضعف مما هم كانوا عليه خاصة بعد نكسة 67 ،أصبح التهديد الحقيقي نابع من البعث والشيوعية ، قبل ان يضاف تهديد ثالث لم يأن الأوان لذكره الان ! ..
الكوكباني :
– كلهم يسار ، الا ان ما تقوله صحيح يمكن ان يفهم اكثر من خلال الاحداث .
انا :
– تمت المصالحة .
الكوكباني :
– قبل البدء في المصالحة ، كان العام 1969 عاما هاما لليمنيين حيث تم تشكيل المجلس الوطني والبدء في صياغة دستور الجمهورية الدائم ، وقد تم اختيار الأعضاء بالتزكية كمرحلة أولى بحيث يتم لاحقا البدء في اجراء الانتخابات التي تمت لتشكيل مجلس الشورى 1971 ، المجلس الوطني كان أيضا جزءا من التسوية في المصالحة حيث كان ضمن المصالحة ضم عدد يقارب النصف من الملكيين السابقين للمجلس ، وبرز من اهم أعضاء المجلس احمد الشامي .
انا :
– هاجمت السيد احمد الشامي ! ،
الكوكباني :
– هاجمت فكره وافتراءه على التاريخ ، ومن كتبه المزورة للتاريخ (تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي ) الذي ملأه بالتمجيد للائمة.
انا :
– يبدو ان هذه هي الكارثة اننا لم نفهم انه لا قيمة في الإسلام لأهل بيت النبوة ولا لقريش ولا للعرب ولا لصغير او كبير او مجموعة حاضرة او في الماضي إلا بالتقوى والعمل الصالح ، وانه : ” مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ” .
الكوكباني :
– هذا جانب والجانب الثاني هو جر العمري وضمه لصفه ولصف المملكة ، باختصار كانت المجموعة بعد المصالحة تسعى لتنفيذ إرادة المملكة في اليمن عبر سفيرها في اليمن .
انا :
– شخصية واحدة اعترضت على المصالحة بل واعلن رفضه امام الأمير سلطان ، واننا قاتلنا في اليمن دفاعا عن المملكة وليس دفاعا عن الامامة ، انه الشيخ ناجي الغادر ، ومع وصول اول وفد من مشايخ وقادة اليمن للمملكة بعد المصالحة ، غادر الامام البدر المملكة.
الكوكباني :
– صحيح ، رغم هذا انضم الشيخ الغادر وصار جزءا من الجمهورية .
انا :
– تم اغتيال القائد قاسم منصر في بني حشيش .
الكوكباني :
– بالفعل ، لان انضمامه كان مركزيا للجمهورية فقد فتح الأبواب لكثير بالانضمام للجمهورية سلما او حربا ، ولذا فالحقد عليه ظل قائما حتى اغتياله .
انا :
– برز دور الأستاذ محمد احمد نعمان (الابن ) في العمل على الاعتراف بالجمهورية وكذا في صياغة الدستور .
الكوكباني :
– للنعمانين دور كبير في الثورة وفي البناء بعد الثورة ،
انا :
– كان جزءا من المصالحة هو انهاء علاقة اليمن بأسرة الحكم آل حميد الدين بصورة نهائية .
الكوكباني :
– نعم بل وطالبهم بصورة رسمية الأمير سلطان بعدم التدخل في الشأن اليمني ، .
أنا :
– 1970 كما حمل الاستقرار البارز لليمن والاعتراف بالجمهورية والمصالحة ، حمل في طياته اكبر حزن على الامة العربية باغتيال الزعيم ناصر ،
الكوكباني :
– حتى انت تظن انه تم اغتياله ! . نعم انها اكبر صدمة للامة العربية ، حزن خيم على الجميع وكأن وليدا من أولادنا قد مات في حينها .
انا :
– هل تتوقع انه تم اغتياله ؟ …. .
الكوكباني :
– الشواهد البارزة تعطي ذلك الانطباع الا انني اكرر ما تقوله انت لا املك الدليل؟
انا :
– حتى انا لا املك الدليل ، هل تفتح ملفات من هذا النوع ؟ او ان هناك أمور علينا ان نتجاهلها ولا نفتح بابا من الماضي ؟. ناصر زعيم الامة العربية ، كرجل سياسي مارس أخطاء سياسية كبرى ، سببها الرئيس انه جاء حاملا حلما كبيرا بلا نموذج عمل لتنفيذه ، جاء من اطار عسكري لم يمارس قط السياسة ، لم يمارس الحكم ، وبالتالي تعلم من خلال فترة حكمه ، ناصر 56 لم يكن هو ذات ناصر 68 ، هذا التغير الكبير اوصله لفهم الأمور بشكل أوسع ، عالجه الموت قبل ان يكمل الصورة ،غفر الله للزعيم جمال عبد الناصر وتقبله في الصالحين ، لم يكتمل حلمه ولم ينجز بناء فلسفته التي أراد ان تكون نموذجا لفلسفة تمزج بين الفكر اليساري والفكر الليبرالي بقالب عربي بنموذج يحمل بصمة صانع اسمه (ناصر ) الا ان النموذج الناصري لم يكن كما أراده صاحبه ، فهل يتعلم من أتى بعده ؟ هل نحتاج كل هذه الفترة لنتعلم ؟.
الكوكباني :
– لا نحتاج فعليا ، الخطأ الرئيس في ظني ان الجديد لا يريد ان يتعلم من سابقيه ، او من نماذج حقيقية ، لا يريد ان يسمع ، لا يريد ان يفهم ، لذا ربما ليس بعد يا بني ، ربما القليل القليل من يتعلم من الماضي ويؤسس لبناء الحاضر ! .
انا :
– ساقف هنا استاذي واللقاء القادم سيجمعنا ان شاء الله لنكمل معا لقاءنا عين على الثورة .
#اصلح_الله_بالنا
محبتي الدائمة
احمد مبارك بشير