ليل الخطايا / للشاعرة ماجدة تقي
ليل الخطايا / للشاعرة ماجدة تقي
قصة قصيرة من واقع الحياة
ليل الخطايا
====
صلاح وسعد إخوة يعيشون مع عائلتهما بمنطقة العشوائيات بسبب فقرهم المدقع صلاح له زوجة وولدان وطفلة أما سعد فله إبنة في العاشرة من العمر وطفل له ثمانية أعوام تركتهم أمهم برعاية زوجها بعد أن أراحها الموت من مرضِ عضال استوطن جسمها عدة سنوات سعد يعمل ليلاً في خمارة ويأتي للبيت عند الفجر مخمورأ لينام وهو يبرر سكره بأن طباخ السم يتذوقه ولولاه ماإستطاع أن ينسى فقده لزوجته وعيشته التعيسة تلك وفقره أما صلاح فهو يعمل حمالاً بسوق الخضروات ويأتي بنهاية يومه منهكا يتناول طعامه مع زوجته والأولاد ويغط في نومِ عميق ليريح جسده التعب من كفاح يومه الطويل .
إنقضى عام”كامل على وفاة زوجة سعد والحياة الكئيبة ترافقه لاشيء يتغير هو بحاجة لزوجة لكن البيت لايتسع لها مع الأولاد ولا دخله من الخمارة والبقشيش يكفيان لنفقات جديدة والأولاد الخمسة لايتركونه حتى يهنئ بالنوم في النهار فهم يلعبون بفناء الدار طوال اليوم وزوجة أخية تصرخ دائما محتاجة من يساعدها في تحضير الطعام لتلك العائلة الكبيرة والتنظيف والغسيل .
ذات يوم عاد فجرا كعادته مخموراً للبيت الكل نيام راوده الشيطان على ابنته وقد بدأت انوثتها تظهر له لم يتمكن من كبح شهوته فاغتصبها
لاأحد من أهل البيت إستطاع انقاذها منه رغم صراخها فالكل مستغرق بالنوم وتتوالى الليالي على تلك الحال والضحية تفترس من ذلك الوحش ولاأحد يعلم بما يدور بليل الخطايا هذا
طفلتنا باتت تخشى أباها الذي هددها بالقتل ان نطقت بما يحصل لها معه لامراة عمها فتلك اسرار عائلية يجب ان تبقى بينهما .
مرعلى هذا الحال تسعة شهورلا حظت الطفلة ان أخاها بدأ أيضاً يخاف أبيه ويحاول الأحتماء بأخته والتمسك بها عند سماعه فتح الباب من قبل أبيه وتلك الليلة أراد الأب الاستفراد بابنه طالباً من ابنته الذهاب الى المطبخ لتعمل الشاي والعشاء له لأنه جائع الطفل المسكين حاول اللحاق بأخته لكن الأب مسكه بحجة ان فناء الدار بارد ويخشى عليه المرض أحست الأخت بما يراود الأب فعادت سريعاً من المطبخ لترى الأب محاولاً التحرش الجنسي باِبنه حاولت الصراخ والهروب منه الى بيت العم لكن الأب في تلك اللحظة هداه شيطانه الى أمر” غريب فقد هدأمن روع تلك الطفلة معللاً لها تصرفه هذا انه يحاول اللعب والمزاح مع طفله والخمرة هي السبب في شططه وطلب منها تهدئة أخاها ريثما يعد هو الطعام وفي المطبخ كان انبوب مبيد حشري للزراعة باِنتظاره فكر بالأمر وهو ينظر الى المبيد ربما الحل الأمثل لديه هو قتل تلك الطفلة التي حتماً ستفضح أمره في الصباح وستروي لاِمرأة عمها ما رأت ووافقه شيطانه على تلك الفكرة لاِنها ستموت ويموت سره بموتها هذا أفضل من فضيحته تردد قليلاً فهي ابنته ولكن شيطانه اقنعه أن لا حل بديل عنه تجرأ ومد يده متناولاً اياه ووضع كمية منه فوق اِحدى السندويتشات المعدة من قبله وعاد بالسندويش والشاي الى الغرفة .وزع الأب حصة الطفلان من الطعام واخذ هو نصيبه وماكان من الطفلة التي بدأت تناول اللقمه الأولى الا الصراخ من الألم الشديد في حلقها مما اخاف الطفل وركض باتجاه غرفة عمه مستنجداً فقد تستطيع أمراة عمه أن تعمل شيئاً يخفف ألم أخته ونجح بايقاظ جميع من في البيت ولكن لم ينفع اي مشروب ساخن أودواء لتخفبف ألم تلك الطفلة
فماكان من العم الا أن طلب سيارة الإسعاف لنقلها الى المستشفى .
كان الصباح في أوله والطاقم الطبي ليس على استعداد سوى لغسيل المعدة بينما الطفلة تتأوه و بدات علامات الزرقة تظهر على وجهها والتوزم الشديد في رقبتها أخيرا أتى الجراح وامر بنقلها فوراً لغرفة العمليات للجراحة واستقصاء الأمر وكانت المصيبه فقد راى جراحنا المريء محترقا بالكامل هنا طلب الجراح شرطة المستشفى لاجراء مايلزم من تحقيقات أوليه مع الجميع.
ُكشِفَ السر فالأب لم يعد أمامه مهرب من قول الحقيقة
كان يفترض ان يعدم الأب الا أن الأخ توسل إلى البوليس إتهام الأب بالجنون كي لايفتضح أمر هذه العائلة المسكينة التي تعيش الفقر والعوز والحرمان من كل شيء في تلك الحياة لاشيء لديها تملكه سوى الشرف وبعد اِلحاح وتوسلٌ شديد من الأخ واقتناع القاضي ورأفته بتلك العائلة قبل توسل الأخ وأدخل الأب مرتكب تلك الجريمة الشنعاء الى مصح عقلي ليقضي بقية حياته به —ماجدة تقي
