مؤتمر فتح السابع..بين الواقع والمأمول- بقلم : المحامي زيد الايوبي

مؤتمر فتح السابع..بين الواقع والمأمول

بقلم : المحامي زيد الايوبي

لاشك ان المؤتمر السابع لحركة فتح يحظى باهتمام حركي ووطني وعربي ودولي لما لحركة فتح من دور ريادي طليعي على مر اكثر من خمسين عاما مضت حيث استطاعت العاصفة الحفاظ على دورها الطليعي في قيادة الشعب الفلسطيني رغم كل المؤامرات التي تعرضت لها لغايات شطبها ناهيك عن بروز تيارات فكرية سياسية اخرى مثل تيارات الاسلام السياسي إلا ان العاصفة التي تجذرت في قلوب الناس بقيت دوما في الطليعة .

لا يختلف اثنين على ان ظروف انعقاد هذا المؤتمر معقدة ومختلفة عن ظروف انعقاد سابقيه في ظل انسداد الافق السياسي وفشل المفاوضات مع حكومة نتنياهو بالإضافة للضغوط الدولية والإقليمية البائسة على السلطة الوطنية والرئيس محمود عباس من اجل تمرير بعض المخططات والمشاريع التي لا تخدم القضية الفلسطينية ناهيك عن وجود الانقسام وعدم القدرة على التواصل الفيزيائي بين كوادر فتح في غزة والضفة .

يحاول البعض تضخيم الخلاف مع المطرود من حركة فتح محمد الدحلان ومن معه حيث اعتبر بعض المستفيدين منه انه انعقاد المؤتمر دون وجود مصالحة مع المطرودين سيكون له اثار كارثية على مستقبل الحركة وكأن المطرودين هم جحافل وجيوش بالآلاف وهم في الحقيقة قلة قليلة اساءت لفتح وشهدائها وتاجرت بآلام الشعب الفلسطيني على مر السنوات الماضية الى ان انكشف امرها فكانت نهايتها بالطرد ورفع الغطاء الحركي والتنظيمي عنها وفي رأيي ان من ايجابيات هذا المؤتمر هي انعقاده دون حضور الدحلان ومن معه وهي رسالة واضحة بالاتجاه الاقليمي ان فتح لا تخنع للضغوطات وان قرارها وعصمتها بيدها ولن

يستطيع احد ان يملي على العاصفة ام الشهداء أي مخطط او مشروع.

على كل الاحوال اذا كانت الظروف الموضوعية لانعقاد المؤتمر السابع صعبة ومعقدة فهذا ما اعتادت عليه فتح منذ انطلاقتها لكن ما يميزه هو الالتفاف الواسع لأبناء حركة فتح حول رئيسهم ابا مازن وهو ما يعني ان الرئيس ابا مازن شخصا وفكرة هو سيد المؤتمر ورجل فتح القوي في هذه المرحلة وخصومه اضعف بكثير ان ينافسوه وهذا هو الواقع والحقيقة .

ما نتأمله من هذا المؤتمر يتعلق اكثر بالمخرجات التي من الممكن ان ترشح عنه حتى لا نقول ان المهم في هذا المؤتمر كان انعقاده فقط .

لا بد من ان تكون المخرجات بمستوى تضحيات وطموحات فتح العملاقة ابتدءا من البرنامج السياسي مرورا بتطوير النظام الداخلي وحتى انتخاب الاطر القيادية فالبرنامج السياسي يجب

ان يلبي طموح العقل الجمعي الفلسطيني سواء على صعيد الكفاح المسلح او على الصعيد العمل السياسي سيما وأننا نمر بأخطر المراحل التي يحاول فيها الاحتلال الغاء الوجود الفلسطيني التاريخي على ارض فلسطين وتقويض فرص انهاء الاحتلال وإقامة دولتين لشعبين .

اما فيما يتعلق بالنظام الداخلي للحركة فلا بد ان يحافظ المؤتمر على طبيعة حركة فتح الديمقراطية والتي تسمح للكوادر والأنصار ان يعبروا عن رأيهم دائما بالإضافة الة تكريس نظام يسمع بانسياب التداول على المواقع القيادية بشكل نظامي دوري وإعطاء الفرصة لكل الاجيال بالمشاركة في القرار التنظيمي .

في هذا السياق لا بد من اعطاء فرص اكبر للشباب والمرأة في المشاركة في المواقع القيادية وصناعة القرار وتحديد عدد مرات جواز الترشح لأي موقع تنظيمي بشكل يسمح للتواصل بين الحرس القديم والحرس الجديد فقط حان الوقت ليفهم الحرس القديم ان الشباب والمرأة في حركة فتح قادرون على القيادة والريادة ولم يعد مقبولا الاستهتار بقدراتهم .

ان هذا المؤتمر فرصة ذهبية لحركة فتح لإعادة صياغة ذاتها من جديد بشكل يعيد ثقة الجماهير بها من خلال ارساء برنامجها السياسي والوطني بالإضافة الى انتخاب شخصيات حركية قادرة على توسيع الالتفاف الجماهيري والشعبي حول العاصفة وذلك حتى لا نكون قد عقدنا المؤتمر الموعود لإنتاج الواقع التنظيمي من جديد ولكن بأدوات ومسميات جديدة وفي النهاية انا على ثقة بأنه ورغم صعوبة الواقع لكن العاصفة بمؤتمرها السابع ستوصلنا

للمأمول .

مقالات ذات الصلة