تحف معمارية مقابر المسيحية… محاطة بحدائق بعضها … !!!

تحف معمارية مقابر النصارى… محاطة بحدائق بعضها … !!!
سليم ابو محفوظ
اثناء زيارتي لمقبرة الهاشمية عرجت على مكان دفن المسلمين وقرأت فاتحة الكتاب لأرواحهم الطاهرة لجميع موتى المسلمين ، لم أخصص مكان ولا زمان بل شملت الاجور كافة من يقول لا اله الا الله من البشر ، لأن نبينا الاعظم صلى الله عليه وسلم كانت رسالته موجهة لكافة البشر وهي الخاتم للرسالات السماوية ومكملة لما سبقها من رسالات لكافة الانبياء والرسل ، ومنهم قبل سيدنا محمد صاحب الرسالة الحق ….أبراهيم وموسى وداوود وسليمان وعيسى عليه وعليهم الف صلاة وسلام من الله العظيم .
وبعد الزيارة توجهنا بمعية الاستاذ حكم الجرادات مدير المقابر المواظب والحريص كل الحرص على قبور المسلمين والمسيحيين ، ويحرسها ويتفقدها في كل لحظات تواجده هو والكادر العامل في المقبرة من حراس واداريين وعمال المقابر والزراعة جزاهم الله الخير أجزله .
وأذ يلفت نظري بعض القبور ببنائها الفخم وشدني الفضول لصورة شخص أحبه قلبي حيا ً وميتا ً وهو الذي فارقنا قبل عامين ….وهو نصري فاخوري ابو راكان أمد الله بعمر ولده راكان نصري لانه خير خلف لخير سلف .
ورغرغت عيناي وتمالكت نفسي أمام مجموع الحضور من أعضاء محافظة الزرقاء ومدير المقابر ومساعدوه ومن موجود في الحضرة التفقدية ، وأخذت التقط في الصورة لقبور الموتى من النصارى وكأنها قصور لاحياء ببنائها الفخم بمعماريته الفنونية وتصاميمها الهندسية والجنائن الوردية الحدائقية ، التي تزينها وكانها في أحياء سكنية راقية .
ليس في مقبرة الهاشمية للاموات مدافن تحت التراب عودها ، لاننا خلقتا كبشر من تراب ونعود للمدافن موتى ونحلل تراب …سبحان الله خلقنا من عدم ونعود الى عدم بعد أن ينهي الجسد ديدانه وتبقى العظام كومة صغيرة في ميدانه .
وتذكرت الحبيب ابا راكان صاحب البسمة العريضة الذي يعرفه معظم أهالي الزرقاء بكافة تلوناتهم العرقية وتبعياتهم المذهبية ودياناتهم السماوية ، تذكرت ابا راكان صاحب الافكار النيرة المفيدة لمجتمعنا الاردني وطموحاته نحو العمل التطوعي العام ، تذكرت ابا راكان وزياراتي بمعيته لزيارة مدير الاوقاف في مكتبه وتذكرت اجتماعاتنا مع ابو راكان في مكتبه .
وتذكرت ابا راكان وانا أعوده في أعياد الفصح المجيد وغيره من أعياد ، وأتناول حلوى العيد ومأكولاته ، وتذكرت غصام نصري فاخوري الانسان الكريم الذي كان يطلعني على حديقته الغناء ، على سطح منزله أمام المسجد بجواره ويحثني على إداء الصلاة جماعة وأعود لنكمل حديثنا .
تذكرت ابا راكان وانا أزوره في العيد الاضحى عيد المسلمين الاكبر والفطر السعيد بعد صوم رمضان ونتزاور ونتحاور بمحبة وإخاء وتعايش أخوي نظيف … و أزور أبو راكان لمحبتنا له لانه رجل يستحق الاحترام والتقدير …. الله وأكبر الله وأكبر على كل الظلام الذين يفرقونا عن بعض ونحن شعب واحد ، لا نفرق نحن ولا ابو راكان بعضنا عن بعض.
تذكرت ابا راكان وانا نتزاور في الاعياد المسلمة والمسيحية ، ولم يتذكر راكان العاتب على كتابتي بانني صديق نصري فاخوري الذي بيننا عهد صادق في مواطنة اردنية هاشمية ملكية صادقة…. وان لك الجنات مأوى يا الحبيب نصري الفاخوري .
وأنا أتجول بين القبور وجدت قبر ام عبدالله قديس صاحبة القلب الطيب ، التي كانت أعمالها طيبة ووجهها سمح ، تذكرت طيبتها مع مراجعيها بجانب دائرة جوازات الزرقاء ، لك جنات رب الكون مأوى أم عبدالله صاحبة طيب العمل وحسن التعامل مع الناس من مراجعيك ….لله البقاء وحده .

مقالات ذات الصلة