فلسطين ومنعطفات الهاويه الكاتب الشريف: محمد خليل الشريف

فلسطين ومنعطفات الهاويه
الكاتب الشريف: محمد خليل الشريف
مرت القضية الفلسطينيه منذ نكبة ١٩٤٨ في منعطفات كثيره وخطيره وكان بدايتها استلام ياسر عرفات رئاسة منظمة التحرير الفلسطينيه ١٩٦٨/٤/١٤ وبذلك جمع بين رئاسة المنظمه ورئاسة حركة فتح وبذلك سيطرت فتح على اللجنة التنفيذيه للمنظمه والمجلس التشريعي الفلسطيني مما أتاح لعرفات الأعتراف بالكيان الأسرائيلي بتاريخ ١٩٧١/١١/١٥ من الجزائر ثم انطلق قطار عرفات المبرمج للوصول إلى ١٩٧٤/٥/١٢ وصدور بيان المجلس الوطني الفلسطيني وأهم ماجاء فيه إقامة دولة فلسطين على الأرض المحرره (بكل الوسائل) وهذا كان يعني انقلاب عرفات الى خط المفاوضات ثم كان مؤتمر القمه العربيه بالرباط ١٩٧٤/١٠/٢٩ واستعمل عرفات كل الأساليب ونجح في مسعاه وصدر بيان المؤتمر باعتماد منظمة التحرير الفلسطينيه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وبالتالي الممثل الشرعي الوحيد للقضية الفلسطينيه وهذا القرار بمضمونه يخلي مسؤولية الدول العربيه عن القضية المركزية للأمة العربيه وربما هذا ماسعت له بعض الدول العربيه وكان من نتائج هذا القرار المجحف بحق فلسطين وقضيتها وشعبها فك الأرتباط بين الأردن وفلسطين والذي أعلنه الملك حسين بن طلال رحمه الله بتاريخ ١٩٨١/٨/١ نتيجة تصرفات قيادة م.ت.ف التي أخذها الغرور وتصرفت تصرفات غير مسؤوله وغير مدروسة لامجال هنا لذكرها وكأنها فعلا بيدها كل الخيوط لحل القضية الفلسطينيه خلال هذه الفتره قام انور السادات بزيارة الكيان الأسرائيلي ١٩٧٨/٧/١٩ ومن ثم توقيع اتفاق كامب ديفيد برعاية امريكيه ١٩٧٨/٩/١٧ والوصول الى توقيع معاهدة السلام بين مصر والكيان اسرائيلي بتاريخ ١٩٧٩/٣/٢٧ لتخرج بذلك اكبر دوله وقوه عربيه من الصراع العربي الإسرائيلي ثم من نتائج مااصاب ياسر عرفات وقادة المنظمه من غرور ونشوه بعد اشتعال انتفاضة الحجارة التي انطلقت من غزة هاشم ١٩٨٧/١٢/٧ وتأييد العالم شعوبا وحكومات للشعب الفلسطيني ومطالبه بالحريه وإنهاء الأحتلال الصهيوني تزامنا مع صدور العديد من قرارات الأمم المتحده المؤيدة لحرية الشعب الفلسطيني والمطالبة بإنهاء الأحتلال لتفعل النشوة فعلها في عرفات وقادة المنظمه متوهمين أنهم هم من قام بالأنتفاضه وأنهم سبب قوتها ونجاحها وبدلا من استغلال هذه الأنتفاضه المباركه والتأييد العالمي لها استغلوها لأخماد الأنتفاضه والتنكر لكل الشهداء والمعتقلين بتوقيع اتفاق أوسلو أو النكبة الثانيه بتاريخ ١٩٩٣/٩/١٢ بما فيه من ذل وإذلال لمن فاوض ووقع على الأتفاق وكان هذا المنعطف هو الأخطر في مسيرة القضيه الفلسطينيه بل إنه اشد خطوره من وعد بلفور المشؤوم ١٩١٧/١١/٢ الذي وعد اليهود بوطن قومي لهم في فلسطين واشد خطوره من نكبة ١٩٨٤ إذا كان اتفاق أوسلو بمثابة التنازل عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتله عام ١٩٤٨ والأعتراف بالمحتل ككيان شرعي أي تنازل رئاسة م.ت.ف ممثله في ياسر عرفات عن مانسبته ٨٠% من مساحة فلسطين التاريخيه. فهل هذه كانت قيادة صالحه لشعب شرد وقمع عن أرضه وحمل مفتاح بيته مع تمسكه ودفاعه عن حقوقه وقضيته طيلة ٤٥ عاما صابرا مكافحا متحفزا لعودته لدياره المسلوبه في هذه الفتره كان الأردن مضطرا لتوقيع معاهدة وادي عربه أي معاهدة السلام مع الكيان الأسرائيلي وبذلك يكون الأردن وهو الذي يملك اطول حدود مع العدو المحتل قد خرج مع مصر من حالة الصراع العربي الإسرائيلي وهم الدولتين الأكثر إلتصاقا بالقضية الفلسطينية والأكثر دفاعا عنها وخاضتا عدة حروب من أجل فلسطين ليكون بعد ذلك ويولد نتيجة مخاض أوسلو مولود مسخ أسموه السلطة الوطنية الفلسطينية فهل هذا ماكان يسعى له ياسر عرفات وهل وصل إلى رئاسة م.ت.ف ورئاسة حركة فتح لتحقيق هذا الهدف وتحقيق حلم لم يحلم به الصهاينة طيلة وجودهم على ارض فلسطين وجاءت السلطه الوطنيه الفلسطينيه وهو مسمى مفرغ من كل معانيه ولا وظيفة لها سوى التفاوض مع الكيان الأسرائيلي المحتل على ٢٠% مما تبقى من ارض فلسطين أي على حدود ماقبل نكسة ١٩٦٧/٦/٥ لأن أوسلوا وضع كل سبل الحياه في الضفة الغربيه وقطاع غزه من مياه وكهرباء واقتصاد وتجاره وزراعه وصناعه حتى الدخول والخروج إلى منطقة نفوذ السلطه بيد الكيان الأسرائيلي المحتل فهل من فاوض ووقع على اتفاق أوسلو المشين كان مدرك خطورة ماوقع عليه وأنه قد وضع كل فلسطين التاريخيه بيد الكيان الأسرائيلي المحتل وعليه أن يفاوض من جديد ورغم ذلك تمسكت ايضا السلطه الفلسطينيه بقيادة محمود عباس خليفة ياسر عرفات بالمفاوضات طيلة ٢٣ عام في نفق مظلم دون أن تحرر مترا واحدا وكان الرابح ايضا في المفاوضات هو الكيان المحتل إذ سيطر على مئات الآلاف من الأمتار من أراضي القدس والضفة الغربية بالأستيلاء وبناء المستوطنات والجدار العنصري الفاصل بالأضافه الى تمسك السلطه بالتنسيق الأمني الذي أتاح لها وللكيان المحتل اعتقال الأحرار والشرفاء من رجال المقاومه فقد كانت ومازالت السلطه الفلسطينيه حسب رؤية العدو المحتل عباره عن دار مختره تحت إدارته تنفذ أوامره ومطالبه وخلال هذه الفترة أيضاً حدث إنعطاف كان له أثر كبير حيث حدث الأنقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد بسبب فوز حركة حماس في الأنتخابات التشريعية الديمقراطيه عام ٢٠٠٦ والذي رفضته حركة فتح الممثله في السلطة الحاكمة حيث تطور الرفض الى الصدام بين الحركتين ورحيل السلطه الى رام الله ٢٠٠٧ ويعلن الحصار على قطاع غزه بسبب سيطرة حماس عليه وكأن الديمقراطيه ممنوع على الفلسطينيين ممارستها وكأن مقاومة الأحتلال محرم عليهم واستمر الحصار ١١ عام ومازال شن فيها الكيان الأسرائيلي عدة حروب إباده على غزه وبرعايه امريكيه وتشجيع من بعض االأنظمة العربيه والسلطة في رام الله ارتكب فيها أبشع الجرائم ضد الأنسانيه بهدف القضاء على المقاومه ولكنه فشل فيها فشلا ذريعا لتزداد هوة الأنقسام بين سلطة رام الله (فتح) وحكومة غزه (حماس) حاولت في الفتره سلطة رام الله الضغط بكل الوسائل للعوده الى غزه وإنهاء حركة حماس إلا أنها فشلت كما فشلت كل محاولات المصالحه ومؤتمراتها سواء في مصر أو السعوديه او قطر ومع هذا الأنقسام الفلسطيني مع ماواكبه من إرهاب ودمار وحروب مفتعله والتي حولت الربيع العربي الى ربيع عبري اسرائيلي صهيوني بامتياز مما أعطى الكيان الأسرائيلي فرصة كبرى ليزداد في طغيانه بالأستيلاء على المزيد من الأراضي وإقامة المستوطنات واتخاذ القرارات المجحفه بحق الشعب الفلسطيني مما دفع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب التلميح لمشروعه صفقة القرن على أنه مشروع سلام في الشرق الأوسط وفي الحقيقه هو مشروع لتصفية وانهاء القضية الفلسطينيه ولأن المشروع لم يجد التأييد إلا من بعض الدول العربيه كان لابد من مصر أن تبحث عن ثقلها ودورها في القضية الفلسطينيه واستطاعت بضغطها ورعايتها من تحقيق المصالحه بين حركتي فتح وحماس أي بين سلطة رام الله وحماس وقد لاقى هذا الحدث ترحيب واسع محليا ودوليا إلا لاقى معارضة شديده من الكيان الأسرائيلي وامريكا إلا أن هذه المصالحه لم يتم تنفيذها كما هو مراد لها حيث حلت حماس الأداره المدنيه في غزه وسلمت الوزارات والمعابر للسلطه إلا أن السلطه أن تلغي أي من العقوبات التي كان قد اتخذها عباس بحق قطاع غزه ليبدأ تبادل الأتهامات بين الطرفين بعدم تنفيذ بنود الأتفاق وللحقيقه هنا أن فتح أو السلطه تطالب بالتمكين وهو مطلب ليس له إلا تفسير واحد وهو تسليم حماس سلاحها وهذا ما ترفضه حماس وجميع فصائل المقاومه واذا حدث سيكون المنعطف نحو قعر الهاويه في هذه الظروف من الأنقسام المستمر رغم الجهود المصريه المبذولة وبعد أن اصبحت بعض الدول وخاصة السعوديه ودول الخليج تتسابق للتعاون والتقرب من الكيان الأسرائيلي بناء على طلب ترامب أثناء زيارته للسعوديه وترأسه للمؤتمر الأسلامي الأمريكي وجد ترامب الفرصه متاحه لتنفيذ وعده الأعتراف بالقدس عاصمة للكيان الأسرائيلي وهذا ماكان في ٢٠١٧/١٢/٦ وبذلك عزز قرار الكنيست الاسرائيلي بتاريخ ١٩٨٠/٧/٣٠ بأن القدس الموحده عاصمة للكيان الأسرائيلي لتشتعل انتفاضة القدس وتشتعل العواصم والمدن في كل العالم تنديدا بقرار ترامب والسياسة امريكا … فهل تتحقق المصالحه الكامله وتنظيف الأنقسام الفلسطيني من الشوائب وخاصة أن تهديدات أمريكية كثيره للسلطة الفلسطينيه ورئيسها محمود عباس وهل يعود عباس الى سرب الشعب الفلسطيني والمقاومة أم سيتم اجهاض انتفاضة القدس بصفقة القرن كما تم اجهاض انتفاضة الحجاره باتفاق أوسلو …

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
مقالات ذات الصلة