موظفي الإغاثة ما ذنبهم يُقتلون بدم بارد؟

موظفي الإغاثة ما ذنبهم يُقتلون بدم بارد؟
في الوقت الذي تشتد فيه الأزمات على شرائح النازحين و الفقراء و المستضعفين وسط صمت أهل الحل و العقد يبقى بصيص الأمل موجود عند هذه الشرائح المضطهدة التي تواجه أقسى الظروف المالية و الاقتصادية و الصحية بسبب غياب الدعم اللوجستي و الذي من المفترض أنه متوفر لديهم لكن من المؤسف أن نرى النازحين خاصة الذين باتت أرواح أطفالهم تقف على المحك بسبب البرد الشتاء القارص حيث الأحوال المزرية و التي يرثى لها ومع كل هذه المعاناة التي تمر بها تلك العوائل يبقى وكما قلنا بصيص أمل يحمل معه معاني الإنسانية و الرحمة ممثلاً بما تقوم به المنظمات الإنسانية وفي مقدمتها موظفو الإغاثة الذين يجوبون البلدان و المناطق الخطرة المليئة بالمفاجاة الغامضة و التي قد تعرض حياتهم إلى خطر موت و رغم ذلك فلم يمنعهم من تأدية مهامهم على أكمل وجه بما يقدمون من تضحيات عظيمة تستحق كل الاحترام و التقدير في زمن مات فيه الضمائر و تحجرت فيه القلوب ، فموظفو الإغاثة يقدمون المساعدات المختلفة و المواقف النبيلة دون أي مقابل يدفع لهم جراء ما يقومون به من دعم لوجستي و إحياء النفوس و مد يد العون و الرحمة لكل مستضعف و نازح فقد أبسط مقومات العيش التي كفلها لهم دستور ديننا الحنيف و الدساتير الوضعية من أممية و دولية و منظمات انسانية و مجتمع مدني فالكل قد تنصل من مسؤولياته تجاه هذه الشرائح المضطهدة فبخس حقوقها و سرق منها كل شيء وفي تلك الظروف الصعبة نجد أن موظفو الإغاثة تبقى لهم المكانة المميزة في الوقوف لجانب كل مظلوم جارت عليه الأحكام العرفية و القوانين الجائرة لكهنة الأصنام البشرية و الفراعنة الجبابرة و عبيدهم الشياطين فأخذوا يمارسون شتى الجرائم و أبشع التنكيل بحرمة و أعراض و أرواح النازحين و كافة الشرائح المغلوبة على أمرها وفي تلك المواقف المخزية و التي ستلعنها الأجيال و تجلب لها عار الدنيا و الآخرة سيشهد التاريخ و تكتب الأقلام و تشيد بالمواقف العظيمة لهؤلاء الموظفين المسخرة لخدمة الإنسان بكل ما تملك من إمكانيات متوفرة لديها يبقى موظفو الإغاثة و الأعمال الإنسانية شاهد حي على القيم الأصيلة و المبادئ الحرة التي لم تعطي بيدها كالعبيد ولم تتنازل عن جوهر مهنتها و مصداقية ما تؤمن به و مواقفها المشرفة التي عرت حقيقة وجوه السراق و المفسدين و الفكر التكفيري الإرهابي و كشفت زيف تصريحاتهم الجوفاء و قدمت الأدلة الدامغة على وحشية داعش و أئمتهم و فساد قادتهم التي أباحت لهم اختطاف موظفي الإغاثة و قتلهم على مرأى و مسمع اهل السياسة و القديسين الذين لم تتحرك ضمائرهم لإنقاذ تلك الشعلة الوهاجة بالرحمة و الإنسانية المعطاء فيا ترى ما ذنبهم حتى يُقتلون بدمٍ بارد ؟ وقد علق المهندس الأستاذ الصرخي الحسني على تلك الجرائم البشعة كاشفاً عن الجذور التي ترجع إليها هذه الجريمة النكراء في محاضرته (44) من بحثه الموسوم ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) في 19 / 5 / 2017 قائلاً : ((أقول: إنه مكر وغدر وهو نفس ما تفعله عصابات داعش المارقة الآن في اختطاف الأبرياء من هذه الطائفة أو تلك أو هذه القومية أو تلك أو هذه الديانة أو تلك وتسرق وتسلب ما عندهم فتقتلهم أو تطالب بفدية عنهم وكذلك يفعلون برعايا دول أخرى يعملون رسميا في البلد أو بموظفي منظمات إغاثة اجتماعية أو مؤسسات طبية أو إعلاميين وغيرهم، فأفعالهم لها أصل وتأصيل )) .

بقلم // احمد الخالدي

مقالات ذات الصلة