ألروهينغا وصمت نوبل المخجل – ريما أحمد أبو ريشة
ألروهينغا وصمت نوبل المخجل
ريما أحمد أبو ريشة
تتحدث وكالات الأنباء عن حالات اغتصاب كبيرة العدد يقوم بها جيش بورما البوذي ومرتزقته بحق مسلمي الروهينغا وهو يجري تطهيراً عرقياً في البلاد . كما وتتحدث عن وفيات الكثيرين أثناء محاولتهم الفرار إما غرقاً أو نتيجة انفجار ألغام زرعها هذا الجيش المجرم لقتلهم مع التأكيد على وفيات آخرين عديدين من النساء والعجائز والأطفال جراء مشقة الهجرة . ولما يزال العالم يشهد احتجاجات ضد هذا الإجرام المستمر خرجت الأمم المتحدة عن صمتها وها هي تذيع بيانات تبين ما يتعرض له مسلمي الروهينغا من بطش يندى له الجبين .
وأما أون سان سو تشي التي سبق وأن منحت جائزة نوبل للسلام وتشغل منصب مستشار الدولة في بورما فقد صرحت مطلع أيلزل الجاري بأن العالم يروج معلومات مضللة . وسبق لها أن أنكرت مواطنة الروهينغا قبل سنوات . قالت ذلك والصمت يطبق على فريق جائزة نوبل الذي اعتاد منح جائزة السلام لمجرمين الذين فضحهم صمتهم أمام تهجير ثلاثمائة وخمسة عشر ألفاً من الروهينغا حتى منتصف أيلول الجاري .
لعقود كان الروهينغا هدفاً للعسكر وللغالبية البوذية وللمتطرفين في هذا البلد الذي يبلغ تعداده السكاني واحداً وخمسين مليون نسمة .
إعتلى العسكر سدة الحكم في الفترة ( 1962 – 2011 ) في ميانمار ( بورما سابقاً , وانتقلت السلطة أو نقلوها لفك عزلة البلاد سنة 2012 تحت ذريع الديموقراطية والليبرالية ولكن العنف ازداد تأججاً ولا يزال .
وهذه المجازر التي يقودها العسكر والتي بدأت في الخامس والعشرين من آب الماضي في غرب أراكان هي حرب التطهير العرقي الثالثة منذ سنة 1978 . ويتذرع بمقاتلة إرهابيين ليعمل على تصفية المليون روهينغي . وبحسب العسكر فإن جيش الإنقاذ الروهينغي في أراكان هو من هاجم قاعدة عسكرية ومحطات للجيش والشرطة مستغلاً الأزمة الكورية المستعرة ليقوم بأفعاله التي أغضبت العالم بأسره .
لا أحد يعرف عدد الضحايا . لكنهم تجاوزوا الألف بكثير من الذين غرقوا وهم يعبرون النهر الحدودي مع بنغلاديش أو عصفت بهم الألغام التي زرعها الجيش البوذي ليهلكهم .
ألقت النوبلية للسلام أون سان سو تشي باللوم على الإرهابيين ولم تنطق بحقيقة أن هذه الحرب بدأت في مطلع تموز حيث رشحت أخبار من هناك تفيد بمقتل المئات حتى منتصفه جراء حصار قاسٍ داهمهم فيه الجوع والعطش . كما ولم تصرح بحقوق لاجئين ومهجرين أبرياء . ولعلها تغاضت عن رسالة أكثر من عشرة فائزين بجائزة نوبل ورسالة ديزموند توتو رئيس أساقفة جنوب إفريقيا المؤثرة التي وجهها لعسكر بلدها نهاية السنة الماضية وهم ينتقدون الجرائم بحق مسلمي الروهينغا . وجاء في رسالته : ( أختي العزيزة , إذا كان صمتك هو ثمن وصولك لأعلى منصب سياسي في بلد لا يعرف أن يعيش بسلام مع نفسه ويمتهن كرامة مواطنيه بدل أن حميهم فبلدك هذا ليس حرا . ولأنه يفتقد للعدل فإن أوجاعنا تزداد وتتعمق ) .
إنتقدت النوبلية ملالا يوسفزي زميلتها أون . وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وحذر من كارثة إنسانية تهز العالم كله .
جائزة نوبل للسلام مدهشة فقد منحت لشمعون بيريز وإسحاق رابين وهنري كيسنجر وباراك أوباما . ومواقف السياسيين العالميين تدهش أكثر ففي رسالته التي دعت لتسوية الأوضاع وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون النوبلية أون بأنها من أهم شخصيات العالم المعاصر ! .
إشتعل العالم يتضامن مع الروهينغا . وأما الصين فقد طالبت مسلميها في شينغيانغ بتسليم كتب الدين التي لديهم بما فيها نسخ القرآن الكريم وسجادات الصلاة .
والجديد أن الولايات المتحدة دعت إلى وقف مد ميانمار بالسلاح . لكنها لم تتطرق إلى سعي هذا البلد لامتلاك السلاح النووي .