ألكشميري مدحت حيدر إنتصرلموستار واستشهد في بييلوبولية
ألكشميري مدحت حيدر إنتصرلموستار واستشهد في بييلوبولية
ريما أحمد أبو ريشة
كان مدحت طالبا . ومنذ التاسع عشر من أيلول سنة 1991 حصل على سلاح حديث وقاذفات ورشاش من أحد مراكز الشرطة . حيث كانت الفوضى تعم البلاد .
قدم أولاً ينشط في البلاد منخرطاً في صفوف آخرين توزعوا في جمهوريتي صربيا ومونتينيغرو ” الجبل الأسود ” ليقاتلون ضد الجيش اليوغوسلافي الذي دعا ” ألكسندر برليا ” وزير خارجية صربيا وقتئذٍ ورئيس تحرير صحيفة بوليتيكا البلغرادية واسعة الإنتشار إلى تنقيته أي إلى اقتصارمنتسبيه على الأصراب وحلفائهم اليهود . وساد الخوف قلوب مسلمي كل أرجاء يوغوسلافيا البائدة .
أما مدحت فإن الخوف بالنسبة إليه كذبة . وما كان ليعتذر عن هجوم واحد مهما كان شاقا .
شكل كتيبة من ألف ومئتي مقاتل في بدايات تنقلاته عبر ربوع البوسنة والهرسك . وكأنه كان على دراية بأن حرب الأصراب والكروات في إقليم كرايينا المتنازع عليه ستنتقل إلى البوسنة . لينضم وكتيبته إلى فيلق موستار الأول الذي أسسه عارف باساليتش . ثم تولى قيادته وبعدها تزعم اللواء الحادي والأربعين بالإضافة إليه .
خاض معارك ضارية ضد جيش صرب البوسنة أشهرها تلك التي وقعت قرب بانيالوكا يوم الحادي عشر من حزيران سنة 1992 . ولما بدأت تحركات مجلس الدفاع الكرواتي تتضح في الهرسك انتقل إلى هناك سرا . وقاد بنفسه جميع المواجهات التي وقعت شرقي موستار في بدايات سنة 1993 . وفي التاسع من أيار من ذات السنة هجم على معسكر الكروات وألحق بهم خسائر فادحة وتمكن وفيلقه من تحرير جميع الذين كانوا في الأسر لديهم .
وفي الثلاثين من حزيران خاض كبرى المعارك ضد الكروات شمالي موستار . وهزمهم شر هزيمة . ثم سار باتجاه منطقة بييلو بولية وأصيب في معركتها . لينال الشهادة في سبيل الله قبل يومين فقط من انتصار قواته هناك .
قطع دراسته في جامعة ميامي الأمريكية . وأتى البوسنة ليظل يقاتل حتى استشهد في معركة خطوط البوسنة الثلاثة في محيط بريبولية .