التميمي: أتوقع كل شيء حتى الاغتيال .. وطالما بقي الصهاينة على أرضنا فإن الجهاد يجب أن يستمر

قالت الأسيرة المحررة أحلام التميمي إنها تتوقع الاغتيال في ظل ما قالت إنه ‘وصول كثير من التعليقات المليئة بالتحريض والكراهية على حساب ‘تويتر’ من نشطاء في أمريكا والكيان الصهيوني، وبالتالي يجب أن أتوقع كل شيء’.

واضافت التميمي في مقابلة بعد قرار محكمة التمييز برفض تسليمها ان القضاء الأردني قال كلمة الحق.

وأضافت التميمي: حينما جاءت المطالبات الأمريكية باعتقالي، تفاجأت ولم يكن لدي أي علم أن من بين القتلى 2 أمريكان، أنا أعلم أن الصهاينة جاؤوا من أصقاع الأرض ولم يكن لهم مكان، ولم يكن لدي أي دراية عن جنسيات القتلى.

وفيما يلي نص المقابلة:

*كيف تلقت أحلام التميمي خبر مطالبة السلطات الأمريكية اعتقالها واعتبارها إرهابية ومجرمة ومن أخطر الشخصيات؟

– في البداية أشكركم كوسيلة إعلامية وقفت بجانبي ولم تتوان لحظة في متابعة قضيتي، وبعد تحرري من صفقة الأحرار مارست حياتي أنا وزوجي الأسير المحرر نزار التميمي بشكل طبيعي، ثم أنشأنا عائلة وأنهينا تخصصاتنا العلمية، ثم اتجهنا إلى مجال العمل ومارسنا حياتنا بشكل طبيعي والتي حرمنا منها حينما كنا في السجون الصهيونية.

لم أتوقع أي سيناريو، ولكني استبعدت بعد حكمي 16 مؤبدا وقضيت فترة في السجن قلت إن الأمر اختلف، وحينما جاءت المطالبات الأمريكية باعتقالي، تفاجأت ولم يكن لدي أي علم أن من بين القتلى 2 أمريكان، أنا أعلم أن الصهاينة جاؤوا من أصقاع الأرض ولم يكن لهم مكان، ولم يكن لدي أي دراية عن جنسيات القتلى.

وبعد مذكرة الاعتقال التي جاءت من المحكمة الأمريكية جاءت رسالة من الانتربول بإدراجي من ضمن اخطر المطلوبين وهم يعتبرونني ‘إرهابية’، وتم توزيع هذه الرسالة على كل مطارات العالم، والأردن منها؛ وتلقت رسالة الاعتقال مثلها مثل أي دولة، وبحكم وجودي في الأردن تم تنفيذ قرار الاستدعاء من قبل مكتب الانتربول الأردني، وتم التحقيق معي بشكل مبدئي، ثم أرسل التحقيق إلى أمريكا وأخبرتهم أني لا اعلم بوجود مواطنين أمريكان من ضمن القتلى والآن أنا عرفت.

وكل التحقيق كان يدور حول معرفتي بوجود أمريكان، وانتهى التحقيق بكل تفاصيله وتحولت القضية إلى المحكمة الأردنية، لتسير ضمن الإجراءات القانونية.

أنا فوجئت بقرار المطالبة، ونحن كأسرى محررين لا نتذمر لأننا نعرف أن طريق الجهاد فيه عقبات كثيرة وفيه منح ومحن كثيرة، وأنا توكلت على الله، ولكنها كانت صدمة رافقها غضب شديد لأني أكره الظلم، ولا اقبل أن يعاد اعتقالي بعدما قضيت فترة الاعتقال في سجون العدو الصهيوني، ثم بدأت بموضوع الجهاد القانوني وهو نوع آخر من الجهاد بعد الجهاد في فلسطين، وأنا من حقي أن أدافع عن نفسي لأني اشعر بالظلم. وهي عملية جهادية قانونية يجب أن أكسبها.

*هل كنت تتوقعين أن يتم تسليمك للقضاء الأمريكي؟
– لم يكن لدي أي فكرة عن القانون الأردني وطبيعة الاجراءات، ولم يأت في بالي التسليم، وبصراحة بعد اغتيال محمد الزواري في تونس توقعت موضوع الاغتيال وخاصة انه كان هناك محاولة اغتيال للأستاذ خالد مشعل على الأراضي الأردنية، وما زلت أتوقع الاغتيال في ظل وصول كثير من التعليقات المليئة بالتحريض والكراهية على حساب ‘التويتر’ من نشطاء في أمريكا والكيان الصهيوني، وبالتالي يجب أن أتوقع كل شيء.

*هناك من يصفك بالإرهابية وأنك قتلت أبرياء، كيف تردين؟
– تلقيت تعليقات من عرب ومسلمين، إنني قتلت أبرياء ويجب أن تكملي حكمك في السجون الأردنية، استغربت جدا إلى المستوى الذي وصلنا له، لكن النسبة الأكبر كانت مؤيدة لي ومتعاطفة معي، لا بد أن الفكر الأمريكي قد اثر على كثير من الناس، ويجب أن نعترف بأمر مهم وهو أن الاحتلال ليس فقط للأرض، وإنما هناك احتلال فكري وهذا هو الاحتلال الخفي الذي يبرع به الجانب الأمريكي، والكيان الصهيوني يحاول أن يؤثر فكريا من خلال المنظمات التي تؤمن بالتطبيع، والتي تؤمن بحق الغير وحرية التعبير وتركز على الأجيال الناشئة، ومن يقول إني إرهابية أسأل الله له الشفاء من هذا الفكر المريض.

* ماذا تقولين للأسرى ؟
– يوجد في سجون الاحتلال 7500 أسير منهم أسرى عرب و27 أسيرا أردنيا، أقول لهم عبر صحيفتكم ان من سلك طريق الجهاد يجب ان يتوقع الاعتقال او الاغتيال، وحربنا مع الصهاينة لا تنتهي بأسر ولا باستشهاد وبالتالي طالما بقوا على ارضنا فإن الجهاد يجب ان يستمر، وبالمناسبة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني يلاحقون الأسرى حتى داخل السجون، الملاحقات مستمرة لأن الكيان الصهيوني كيان خبيث يلاحق الجميع، وعلينا الا نأمن العدو، وها هو يلاحقنا خارج حدود فلسطين من خلال المنظمات التي تدعي الحرية والعدل والمساواة وحقوق الإنسان، ومثال ذلك تنشط منظمة ‘شورات هدين’ (المركز الإسرائيليّ للقضاء) للتحريض على قتل الفلسطينيين وعلى التنكيل بهم، وهي تنشط في الولايات الأمريكية وترفع قضايا على الفلسطينيين، ونجحت مؤخرا في إغلاق عدد كبير من حسابات الفيسبوك. وأتمنى ان يكون لدينا كمسلمين منظمة على الأقل ترفع قضايا ضد الانتهاكات الصهيونية لدى محكمة الجنايات الدولية.

والقضية الآن موجودة في محكمة واشنطن مرفوعة ويوجد محام يتابعها وهم الآن في مرحلة تدارس القضية، والأخبار الأولية أن القضية صعبة جدا ونحن سنبذل جهدنا لكسبها، واسمي نزل على مكتب التحقيقات الفدرالي ‘اف بي آي’، ويعتبرونني من اخطر الشخصيات، وإذا فتحت على موقع الـ ‘اف بي آي’ ستجد اسمي هناك.

والإجراء التنفيذي من السلطات الأردنية ان الأمريكان بلغوا ان الأردن يرفض تسليمي للقضاء الامريكي، والحمد لله القضاء الأردني قال كلمة الحق واسأل الله الا يحدث شيء على الارض الأردنية.

*رسالة أحلام التميمي للأم الفلسطينية وللأسير الفلسطيني وللمرأة الأردنية؟
– حربنا مع العدو الصهيوني هي حرب عقائدية من عهد النبي محمد إلى الآن، فيجب علينا أن ننشأ جيلا صاحب مبدأ وصاحب فكرة، وبالتالي نستطيع تحرير فلسطين والانتصار لديننا. وأحذرهم من الاستسلام للأفكار البعيدة عن ديننا وعاداتنا.

ونعرف ان ما يحدث في فلسطين قد أثقل أهلها ومجاهديها وأسراها جميعا، وليعلموا ان الأمر بحاجة الى قوة اكبر وتحمل أعظم، ولننتبه إلى الحرب الفكرية التي تصل إلى الأجيال عبر مواقع التواصل وبرامج ‘السوشل ميديا’ المختلفة، والانترنت أصبح يتيح للأجيال ان يذهب الى أمور أخرى دون رقابة، ووصيتي إلى كل أم لديها أبناء ان تؤمني بفكرتك وأن تؤمني بأن أولادك هم جزء من جيل التحرير القادم، وبالتالي يجب ان يكون هناك رؤية تربوية واضحة، وان تؤمني بداخلك ان عملك لا يقل عن أي عملية جهادية داخل فلسطين فرب كلمة او فكرة تزرعيها في ابنك تكون سببا في تغيير حقيقي في المستقبل.

وكلما كان إيمانك بالفكرة قويا وراسخا تستطيعين ان تنجزي وتتقدمي، والأردن شريان لفلسطين، وعندما تؤمنين بأن تكوني شهيدة في ارض الرباط فستجتهدين للمنافسة على هذه الشهادة وعليك ان تحتسبي كل عمل تقومين به سواء داخل البيت أو خارجه في سبيل الله، وتجديد النية بشكل مستمر مهم، وعلى المرأة الأردنية ان يكون وعيها بالقضية الفلسطينية والحرب على الإسلام عالي المستوى.

ماذا تقولين للسلطات الأردنية؟
بعد الشكر الذي صدرناه في وسائل الإعلام سواء باسمي أو باسم العائلة الكريمة في البيان الذي صدر، أجدد ثقتي بالقضاء الأردني العادل الذي قال كلمة الحق، ولكن رسالتي هي ان الكيان الصهيوني يتربص الدوائر وردود الأفعال غير راضية على القرار الأردني، ولا أريد ان يكون قرار قضائي على الورق ولكني احمل مسؤولية حمايتي الأمنية على الحكومة كي لا يحصل شيء على هذه الأرض الطيبة من قبل الكيان الصهيوني؛ لان الدولة الأردنية لها سيادتها وحدودها واي اعتداء علي هو اعتداء على الأردن.

مع نزار التميمي
ومع زوج أحلام التميمي الأسير المحرر نزار التميمي أجرينا هذا الحوار:

* كيف تلقيتم خبر مطالبات السلطات الامريكية تسليم أحلام، وهل هناك من إجراءات قمتم بها لحمايتها؟
– لم أتوقع ما حصل وكان الأمر بالنسبة لي ‘صدمة’، الأمر من بدايته مربك ومؤلم على النفس، وعلى المستوى الشخصي أربك العائلة ووضعنا في متاهة من التفكير.

عندما استلم القضاء الأردني القضية أعاد تنظيم الأمور بطريقة أو بأخرى في نفوسنا لأننا استشعرنا نزاهة وعدالة واستقلالية هذا القضاء.

نحن أولا وأخيرا كأسرى محررين، وبغض النظر عن المكان الذي نتواجد فيه يأخذ احتياطات عالية الوتيرة في تعاطيه مع الحياة، وما حدث مع أحلام يرفع من هذه الاحتياطات، خاصة في مجتمع مفتوح كمجتمعنا، لكنها تبقى غير مجدية بالكامل، ونوه ان أحلام في نهاية المطاف تبقى مواطنة أردنية وبحكم هذه المواطنة تقع مسؤولية كبيرة على دولتها في حمايتها والمحافظة عليها والمحافظة على سيادة هذه الدولة، والمواطن هو الانسان، وهو أغلى ما يملكه الأردن، وأحلام مواطنة أردنية من المفترض ان يتوفر لها كل سبل الامن والامان والحياة المستقرة في هذا الوطن.

مقالات ذات الصلة