الرئيس الفلسطيني يفتتح بحضور عربي ودولي متحف ياسر عرفات عشية ذكرى استشهاده

أكد الرئيس محمود عباس، على أهمية متحف الشهيد ياسر عرفات لحفظ إرث نضالي كفاحي للرمز والقائد الراحل وتعريف الأجيال على تاريخ أحد أعظم رجالات فلسطين والعالم في القرنين الماضيين

جاء ذلك في صلب كلمة القاها الرئيس، مساء اليوم الأربعاء، بحفل افتتاح المتحف الذي يقوم الى جوار صرح الضريح وذلك ضمن فعاليات احياء الذكرى السنوية الثانية عشرة لاستشهاد الرئيس الخالد بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة “فتح”، ووزراء واعضاء المجلسين الوطني التشريعي و لفيف من المدعوين والضيوف

وحظي الاحتفال بمشاركة عربية ودولية الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط،و ممثل الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، والأمينين العامين السابقين عمرو موسى و نبيل العربي، ورئيس وزراء الأردن الاسبق عبد السلام المجالي، وزير الاعلام الأردني الأسبق صالح القلاب، والوزير السابق في الحكومة التونسية الهادي البكوش، والأمين العام السابق في الحكومة التونسية الصادق فيالة، ووزير الدولة الهندي ام جي اكبر، وشنمايا جارديخا وهو صديق دبلوماسي هندي للرئيس الراحل عرفات. ومصمم المتحف حسين الشابوري

وفي كلمته بحفل افتتاح قال الرئيس: هذا المتحف سيبقى، بما يحتويه من متعلقات الشهيد عرفات، شاهداً على الوفاء، وهديةً ونبراساً لأجيالنا القادمة، لتتعرف من خلاله على تاريخ أحد أعظم رجالات فلسطين والعالم في القرنين العشرين والحادي والعشرين

وبهه المناسبة جدد الرئيس التأكيد على المضي على خطى القائد الشهيد، وقال: سنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية التي أرساها المجلس الوطني في دورة إعلان الاستقلال عام 1988، ندافع عن حقوق شعبنا ومقدساتنا، ونراكم الإنجازات على طريق قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

وشكر الرئيس باسم الشعب الفلسطيني مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، الذين قال انه بفضل جهودهم، وعملهم المخلص، ومثابرتهم، رأى الصرح الذي وصفه بانه انجاز كبير يبعث على البهجة النور واضحى حقيقة مجسدة.

وقال يسعدنا رؤية هذا الإنجاز الكبير، هنا على الأرض التي شهدت حصار أبي عمار، وصرخته المدوية، التي أطلقها من قلب الحصار في وجه المحتلين: “يريدوني إما أسيراً أو طريداً أو قتيلاً، لا أنا أقول لهم: شهيداً شهيداً شهيداً”.. هكذا كان أبو عمار دائماً شجاعاً مقداماً وأبياً، وهكذا مضى إلى جنات الخلد، رحمه الله.

وختم ابو مازن كلمته مخاطبا روح ابو عمار، حين قال: كل التحية لك، أيها الأخ والرفيق الشهيد، ولكل الإخوة القادة الشهداء، ولكل شهدائنا الأبرار، الذين مضوا إلى جنات الخلد على طريق الحرية والاستقلال، وتمنياتنا لجرحانا بالشفاء ولأسرانا البواسل بالحرية والعودة لأهلهم وذويهم سالمين.

وشدد المتحدثون في كلماتهم على اهمية المتحف وعلى عظمة صاحبة مؤكدين ان القضية التي استشهد من اجلها لن تموت وان الحرية وان الاهداف التي كافح لاجلها ستحقق وسنعم الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال في دولته على تراب وطنه.

ناصر القدوة

وفي كلمة مؤسسة الشهيد ياسر عرفات اعتبر امينها العام ناصر القدوة، افتتاح متحف الذاكرة الفلسطينية المعاصرة هذا تجديد العهد والوفاء للقائد المؤسس

وعبر القدوة عن التقدير العميق للرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء والحكومة ولكل من دعم المتحف وشارك في بنائه، داعيا الشعب الفلسطيني للاحتفاء به والتفاعل معه

وبخصوص دور واهمية هذا الصرح، القدوة قال:” يقدم هذا المتحف لشعبنا وللعالم رواية الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سيرة القائد الشهيد بما يخلق فضاء حيويا، ومن خلال مقتنياته ملتقى يجسر بين الماضي والحاضر بصيغة مستمرة ومزارا يسهم في ديمومة إرث ياسر عرفات، يؤمه الفلسطينيون و شعوب العالم ليتفاعلوا مع نضال شعب ومسيرة قائد”.

أحمد أبو الغيط:

وتوقف أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط مطولا امام حياة وكفاح القائد الشهيد مشيدا بصموده الاسطوري الذي سيخلده التاريخ.

وقال في كلمته بافتتاح متحفه برام الله ” هنا عاش الرئيس عرفات، محاصرا في غرفته ثلاث سنوات، قضاها هذا المقاتل النبيل رافضا أن يستسلم عارفا أن القهر لا يرتب شرعية، مؤمنا أن التاريخ سيقول كلمته يوما ما”.

واشار ابو الغيط الى زيارته مكتب الرمز الخالد الذي شهد حصاره وصموده، وقال: “مررت على الغرفة التي شهدت هذا الصمود الأسطوري، الجدران لم يبق فيها موضع إلا وشهد على الرصاص، والتفاصيل تروي سيرة بطل عربي نادر المثال

واضاف: هذه التفاصيل والمقتنيات التي جمعها المتحف لا تروي قصة رجل فقط وإنما تاريخ بلد، نتتبع تاريخ الوطن في مسيرة الرجل، هو الوطن الذي عاش و استشهد من أجله”.

وتابع… بإمكان الاحتلال نزع الأرض وهدم البيوت، ولكن ليس بإمكانه مصادرة الذكرى أو محو المسيرة أو قتل الحكاية، وهذا المتحف لا يبكي الأطلال بل يحتفي بالذكرى وينطلق بها للمستقبل ويحمل رسالة للعالم بوجود هذا الشعب العظيم.

واشاد ابو الغيط بجهود الرئيس أبو مازن الذي حمل العبء الثقيل،والراية بأمانة وشرف وتجرد، وقال مخاطبا سيادته: “لقد تابعت أداءك وأنت تسعى لتحقيق تسوية”.

وختم أبو الغيط كلمته مؤكدا أن القضية التي عاش عرفات من أجلها لن تموت، وان هذا الحلم العظيم لن يموت، ، وقريبا جدا سيعيش الأبناء بوطن حر ومستقل لا يعرف نقاط التفتيش والجدران ولا مكان فيه للاعتقال والمداهمات والحصار والعزل، و قريبا سيذكر كل طفل أن عرفات ورفاقه هم من جعلوا هذا اليوم حقيقة.

عمرو موسى

واعرب رئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات امين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى عن سروره بالمشاركة بافتتاح المتحف واعتبرها مناسبة جليلة ويوم استثنائي لنحيي ذكرى ياسر عرفات ونحيي اسم قائد فلسطيني

واغتم عمرو المناسبة لمخاطبة اعداء القضية وقال: ” لمن قالوا إن القضية الفلسطينية تبخرت، نؤكد إن هذا لن يحدث.. وسنظل نعمل بإصرار للتوصل لحل عادل لهذه القضية، مهما مرت الأيام والشهور”. داعيا لوحدة الصف الفلسطيني، والعربي خلف القرار الفلسطيني”.

وفي اشارة الى الانتخابات الرئاسية الامريكية قال: “هذا اليوم له بعد تاريخي، وربما يحمل المستقبل بذور تغيير لسياسة ادارة الأزمة بدلا من حلها

ورأى عمرو انه حان الوقت للوصل الى حل نهائي وان هناك فرصة منوط بلوغها بالدول العربية التي دعاها الى حل مشاكلها واعادة بناء موقف عربي فيما يتعلقبالقضية الفلسطينية.

نيكولاي ميلادينوف

وجدد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف التزام المنظمة الأممية بدعم الجهود الفلسطينية لإحلال السلام العادل، ومواجه المستوطنات التي تهدد السلام.

واغتنم ميلادينوف المناسبة لتابين الشهيد الخالد في يوم افتتاح متحفه وقال: “قبل 12 عاما فقدنا شخصا يحظى باهتمام العالم جميعه، كرس حياته من أجل هذه القضية، ووضع شعبه على الطريق الصحيح لبناء دولته المستقلة، واتخذ قرارات شجاعة لتحرير شعبه من الاحتلال

واضاف: الهم ياسر عرفات شعبه بأنهم يمتلكون القدرة على إنشاء دولتهم الفلسطينية المستقلة قابلة للحياة، واعترف بإسرائيل وبدولتين تعيشان جنباً إلى جنب بامن وسلام.

وأضاف: نقترب من الذكرى الخمسين للاحتلال، نصطدم بالتمديد الاستيطاني، وانعدام التسامح والتطرق، ونحن مقتنعين بإقامة دولة فلسطينية، فالأمم المتحدة ملتزمة بدعم شعب فلسطين وجهوده لإقامة دولته، وأدعوكم إلى تحقيق أمنياته بإقامة الدولة الفلسطينية.

وقرأ ابومازن برفقة ضيوفه و رئيس الوزراء والقيادة الفاتحة على روح القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات. وقرأوا قبل ان يقوموا بجولة داخل متحفه المجاور لصرح الضريح

مقالات ذات الصلة