الشيخ عز الدين القسام – بقلم: د /زيد خضر

الشيخ عز الدين القسام

د /زيد خضر

تصادف اليوم 19/11 ذكرى استشهاد شخصية إسلامية مجاهدة ،عملاقة مؤثرة نعتز ونفخر بها ، ألا وهي شخصية الشيخ عز الدين القسام رحمه الله ، ذلك العالم ، الداعية ،المجاهد والقائد الفذ ، لقد كان شيخنا المجاهد مسلماً عروبياً لا يؤمن بتقسيمات ” سايكس بيكو ” ولا غيرها ، فاعتبر أن كل بلاد العرب والمسلمين وطناً له يجب الحفاظ عليه والتضحية من أجله . ولد شيخنا في بلدة ” جَبَلة ” من أعمال اللاذقية بسوريا عام 1883م في أسرة متدينة ، ولما بلغ 14 عاماً رحل إلى الجامع الأزهر في القاهرة ، و تخرج منه 1906 وعاد إلى بلده ليعمل مدرساً وخطيباً . عز على الشيخ أن يرى بلده محتلاً من قبل الفرنسيين ينهبون خيراته ويطهدوا شعبه ، فأعلن هو وتلاميذه الثورة على الفرنسيين ، فطاردوه ليقتلوه ، لكنه أفلت منهم وذهب إلى دمشق ، ثم غادر إلى حيفا بفلسطين التي كانت تحت حكم الإنجليز ،وتولى الخطابة والتدريس في جامع الاستقلال هناك ، ومن على منبره أخذ يحرض الناس على الثورة ضد الاحتلال الإنجليزي حتى نجح في تشكيل جماعة مجاهده ” العصبة القسامية ” ، ولما طارده الإنجليز انتقل بعصبته إلى الريف الفلسطيني حتى استقر في ” أحراش يعبد ” بمنطقة ” جنين ” . وخاض عدة معارك مع الإنجليز المحتلين واستطاع وعصبته المجاهدة توجيه ضربات مؤلمة للعدو المحتل ، وأخيراً طاردته القوات الإنجليزية حتى استطاعت حصاره مع بعض مجاهديه في ” خربة الشيخ زيد ” قرب قرية يعبد ، واشتد الحصار على المجاهدين حتى ظن العدو أنه نال منهم ، فخاطبهم الضابط الانجليزي المحاصر لهم : ” استسلموا تنجوا ” ، فأجاب عز الدين القسام ” لن نستسلم .. هذا جهاد نصر أو استشهاد ” ثم هتف بأصحابه ” موتوا شهداء ” فصاح المجاهدون ” الله أكبر الله أكبر “، ودارت بين الطرفين معركة حامية الوطيس استمرت 6 ساعات ، أسفرت عن مقتل 15 جندياً بريطانياً ، واستشهاد الشيخ عز الدين القسام وثلاثة من رفاقه ، وكان ذلك يوم 19/11/1935 . استشهد القسام واقفاً كبقية الشرفاء فاحترمه العدو قبل الصديق ، حتى أن الضابط الإنجليزي الذي قتله تقدم منه وهو ميت وأدى له التحية العسكرية ، ولا تزال كتائب القسام تجاهد الصهاينة بفلسطين وتحمل اسمه وتعتز به . ما أروعك يا شيخنا المجاهد لا زلت مثالاً للعفة والنزاهة ، فقد تقدم إليك الجنود الذين قتلوك وفتشوا جيوبك بحثاً عن الذهب والشيكات فلم يجدوا معك إلا مصحفاً و14 جنيهاً ، فظنوا أنك قد هربت أموالك للخارج ، لكن بعض المؤرخين قالوا : أن القسام باع بيته في حيفا ثم خرج للجهاد ، فرد عليهم البعض : أن الشيخ لم يكن يملك بيتاً وإنما كان يسكن بيتاً مستأجراً ، مع أن عز الدين القسام وصلت ليديه آلاف الجنيهات فكان ينفقها لشراء السلاح والإعداد للجهاد . استشهد الشيخ ويده على الزناد يتحدى المغتصبين وهدفه تحرير بلاده ، رحمك الله أيها الشيخ المجاهد ، نم قرير العين فلا يزال في شعوبنا رجال يحملون فكرك وبندقيتك ، ولا يزال في أهل بيت المقدس وفلسطين من يصعد فوق سطح بيته ويرفع الأذان متحدياً بني صهيون ومن يؤازرهم .

مقالات ذات الصلة