الفتن ومضلاتها وخطرها على الإنسان

الفتن ومضلاتها وخطرها على الإنسان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعمري أمسينا في زمن كُثرة فيه الفتن وتنوعت فيه الشبهات ؛ حتى أصبحنا وأمسينا نسمع ونشاهد هذه الفتن بكرة وعشياً فنزل بالناس الشدائد والمصائب فــبوجود هذه الفتن يتمخض الطيب من الدني ويتبين صادق الإيمان من ضده, ولمَّا كانت هذه الفتن تمر وتتجدد في كل زمان، وتخرج بأساليب مختلفة، حذرنا منها نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ففي حديث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (بادروا بالأعمال الصالحة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا)، يحذرنا من أن تشغلكم هذه الفتن التي كقطع الليل المظلم، يلتبس فيها الحق بالباطل، يكون الرجل مسلماً في أول النهار، فتلك الفتن تؤثر على دينه ومعتقده، ويصبح كافراً، وبالعكس، قال بعض العلماء: يصبح محرِّماً لدم أخيه وماله وعرضه، ويمسي مستحلاً لدم أخيه وماله وعرضه، كما نحن عليه اليوم فكم عمَّ كثيراً من البلاد الإسلامية فتنٌ وجهالاتٌ وضلالاتٌ، فرَّقت الأمم، ودمَّرت البلاد،بأيديهم قبل أيدي أعداءهم، وفسحوا المجال لتدخل الأعداء في شؤون الأمم، هذه الفتن الكثيرة والتي منها فتن الاولاد والمال والجاه والسلطة والاعراض وغيرها التي فُرِّقت بها القلوب، ومُزِّق بها الشمل، ودُمِّرت بها الأمة، هذه الفتن التي يروج لها من يروج، ويدعو لها من يدعو من غير علمٍ وبصيرة، فتنٌ ومصائب انخدع بها المغرر به فظنوا إنها حقائق ولم يفكروا بعقلهم ولم يتدبروا ولم يستبصروا فما كانت النتيجة والثمار دُمِّرت البلاد، مُزِّقت الأمة، رُمِّلت النساء، يُتِّم الأطفال، ضاع المجتمع، فوضىً بلا قيادة تحميهم وتنظم شؤونهم، كون هذه الفتن انصبت للإفساد والتضليل، لم تأتِ لإقامة حقٍ، وإصلاح وضعٍ، وتعديل أخطاء، جاءت لتفرق الأمم، جاءت لتدمر شأنها، جاءت لتقضي على كل رطبٍ ويابس، جاءت لتنشر الفتن والفوضى، جاءت لتحطيم الأمة، وتفريق شملها، وإشغالها بما تُشغل به، حتى يتفرغ الأعداء لمقاصدهم ومخططاتهم الرهيبة فينفذوا منها ما يريدون على حين غفلةٍ من الأمة، وتجاهل وإشتغال بالترهات دون الحقائق..ولشدة خطر هذه الفتن وهولها على قيم ومبادىء الدين الإسلامي إستطرد الصرخي الحسني لهذا الأمر مبيناً كيفية أصابت الأ مة بهذا الخطر الفتاك ومعرفته قائلاً (أهمية التطبيق وليس معرفة الفتن نظريا اذ قال ” كيف نعرف ان الفتنة قد اصابتنا ؟ كيف يعرف الانسان انه قد اصابته الفتنة ؟ هذا هو المهم هنا، تعرف الفتن تميز الفتن تعدد الفتن نظريا لكن نأتي الى التطبيق نأتي الى العمل نأتي الى السلوك نأتي الى المنهج نأتي الى المعتقد”) ووضح التطبيق والسلوك والتمييز قائلا أن ( المائز ان ينظر الرجل فاذا رأى حلالا كان يراه حراما فقد اصابته الفتنة فليرجع نفسه، وان كان يرى الحرام ويراه حلالا ويقول بحليته ويعمل على انه حلال فقد اصابته الفتنة “)
جاء هذا الكلام خلال المحاضرة الاولى من بحث (الدولة.. المارقة..في عصر الظهور منذ عهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) بتاريخ 9 محرم 1438
ـــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني

مقالات ذات الصلة