رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، افتتاح منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2016، تحت عنوان “رقمنة الاقتصاد”.
ويعقد المنتدى، الذي تنظمه جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج” بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف تطوير قطاع الاتصالات في المملكة، عبر الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي، ووضعها على خارطة الدول المتقدمة في هذا المجال.
ويركز المنتدى، الذي يقام في مجمع الملك الحسين للأعمال، على التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع تكنولوجيا المعلومات، وأثرها على العديد من القطاعات الاقتصادية، خصوصا الصحة والتعليم والطاقة والنقل والإعلام والشركات الناشئة والخدمات المالية.
وفي كلمة لرئيس جمعية إنتاج، الدكتور بشار حوامدة، أعرب عن تقديره لرعاية واهتمام جلالة الملك بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المملكة، الأمر الذي يعكس أهمية وحيوية هذا القطاع في الاقتصاد الوطني.
وقال إن المنتدى يمثل نقطة تحول خاصة في تاريخ قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو بمثابة منصة إقليمية فريدة لتقييم إنجازات القطاع، وتبادل الرؤى بين مختلف القطاعات، بعد أن تحولت التكنولوجيا من المفاهيم العامة للتطبيقات العملية.
ولفت حوامدة إلى أن “رقمنة الاقتصاد” لم تعد خيارا، بل طريقا رئيسا للمستقبل، وهي السبيل الحقيقي للتنمية البشرية حين تتحالف مع التقنية حيث لم تعد الحلول التقنية والاتصالية رهنا على الأعمال، بل هي أسلوب حياة ينعكس على المجتمعات والأوطان.
بدورها، قالت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزيرة تطوير القطاع العام، مجد شويكة، في كلمتها، إن هذا الحدث الاستثنائي الذي يجمع أصحاب الرؤى التقنية، ورواد الأعمال، وقادة الفكر في فضاء واحد، يأتي والعالم التكنولوجي يشهد تحولات مستمرة وتغييرات متسارعة في الطرق المتبعة للابتكار والتواصل وممارسة أنشطة الأعمال المختلفة.
وأضافت أنه “علينا الإسراع في إحراز التقدم، من خلال ابتكار وإيجاد الحلول طويلة الأمد، ليتسنى وضع الأسس اللازمة لتحقيق النجاح والازدهار في المستقبل”، مشيرة إلى أن “قوة الأردن تكمن في أبناء شعبه، وتحديدا فئة الشباب الذين يمثلون مستقبل الاقتصاد الرقمي للبلاد”.
وأكدت شويكة أن مسؤوليةَ تمكين هؤلاء الأفراد وضمان جاهزيتهم للنجاح، وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية تعتبر مسؤولية مشتركة للقطاعين العام والخاص.
ولفتت إلى خطة رقمنة الخدمات الحكومية الممتدة لخمسة أعوام، والتي تم الشروع بتنفيذها بما يتماشى مع منهجية انتقالية قائمة على ثلاثة محاور رئيسة:
إعادة التصميم، والرقمنة، والاستعانة بالمصادر الخارجية، والتي تشير حروفها الأولى مجتمعة إلى منهجية إعادة التشغيل.
وقالت أنه “من خلال تبسيط عمليات القطاع العام ورقمنتها، فإننا نطمح إلى الارتقاء ببيئة الأعمال المحلية، إلى جانب الوصول إلى حكومة تتمتع بمستويات عالية من الكفاءة والفعالية”.
وأوضحت شويكة أنه يتم العمل وبالتعاون مع القطاع الخاص على تزويد محطات المعرفة الأردنية التي يتجاوز عددها 190 محطة، ومكاتب البريد، البالغ عددها 350 مكتبا، بالأدوات اللازمة لتكون بمثابة منصات رئيسة لتمكين فئتي النساء والشباب في مختلف المحافظات.
وأكدت أن الحكومة تسعى إلى توجيه تركيزها نحو هدفها الرئيس وهو خدمة الشعب الأردني، مشيرة إلى إعادة تقديم الجهود الرامية لرقمنة الحكومة تحت شعار جديد يحمل اسم “حكومتي بخدمتي”.
من جهته، أعلن الممثل لمبادرة ريتش 2025، كريم قعوار، عن إطلاق المبادرة، والتي تأتي استجابة لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لاستحداث اقتصاد المعرفة والبناء على الثروة البشرية في الأردن.
وبين أن تم بلورة محاور المبادرة خلال الأشهر الماضية بالشراكة بين جمعية إنتاج ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وممثلين عن الجهات المعنية، مضيفا أنه تم البناء على ما حققه الأردن منذ عام 2000 من مكانة مرموقة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.
وأشار قعوار إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات طور خطة عمل تمتد إلى عام 2025 للتحول إلى الاقتصاد الرقمي، تقوم على رقمنة القطاعات ذات الأولوية وتطوير مكانة الشركات والقطاع، وموقع الأردن إقليميا ودولياً في هذا المجال.
وعرض، خلال حفل الافتتاح، فيلم يجسد مراحل تطور قطاع تكنولوجيا الاتصالات في الأردن في السنوات الماضية.
وحضر افتتاح المنتدى عدد من صاحبات السمو الأميرات، ورئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من الوزراء والمسؤولين، وسفراء معتمدين لدى المملكة.
وتناولت جلسات اليوم الأول عدة مواضيع مختلفة أبرزها، رقمنة الاقتصاد، والعوامل التي ستمكّن قطاع تكنولوجيا المعلومات من النمو، وأثر المحتوى في تطوير الرسائل الإعلامية في ظل الاتجاهات التكنولوجية الحديثة، وتقنيات نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمدن الذكية ومدن المستقبل، وأثر تطبيقات التكنولوجيا على الخدمات المالية.
ويهدف المنتدى، الذي يعقد مرة كل عامين، إلى بناء رؤية وتوجه لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية، إضافة إلى إطلاع المهتمين على أحدث الاتجاهات والتطورات في مجال التكنولوجيا.
ويستقطب المنتدى هذا العام متحدثين من مختلف دول العالم يمتلكون خبرة واسعة في مجالاتهم، ما يشكل فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والخبرات ووجهات النظر حول المجالات المتنوعة التي تأثرت بمظاهر الاقتصاد الرقمي كالتعليم، والإعلام، والطب، والتجارة والصناعة، والطاقة وغيرها.
كما يشكل المنتدى فرصة مهمة لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن وحوافز ومزايا الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المملكة.
يشار إلى أن “إنتاج”، تأسست في عام 2000، كجمعية غير ربحية داعمة وممثلة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بهدف تحسين وتطوير القطاع ومشاريع ونشاطات المملكة المختلفة في هذا المجال.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، قال الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة سوق دوت كوم، رونالدو مشحور “إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مهم كثيرا، خصوصا في الأردن، كونه يجذب الاستثمارات ويحقق نموا كبيرا، وهو منصة لجذب المستثمرين والمهتمين في القطاع”.
وأكد أن المنتدى يشكل فرصة لوضع خطة لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتطبيقها على أرض الواقع.
وقال إن سوق دوت كوم، كمنصة للتجارة الإلكترونية، ترى أن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة متطورة جدا، وتشكل الموارد البشرية المؤهلة أهم عامل فيها، “وهو مهم وداعم لوجودنا في الأردن، حيث وفر المنتدى لنا فرصة اللقاء مع عدد كبير من المشاركين من مختلف الدول”.
بدوره، قال مستشار الإعلام الاجتماعي المشارك في المنتدى، جلين جيلمور، “إن نوعية المشاركين في المنتدى هذا العام مميزة جدا، ما يؤكد أن الأردن مركز للإبداع والأفكار الخلاقة في المنطقة، التي تبحث في كيفية جعل المستقبل أفضل”.
وأضاف أن المنتدى يتناول نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى أكبر عدد ممكن من الشركات المشاركة، ويوفر فرصة لتبادل الأفكار خصوصا بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأكد أن تنظيم الأردن لهذا المنتدى، وفي هذه الظروف، يؤكد أن المملكة مركز للإبداع على مستوى المنطقة، وتوفر فرصة لالتقاء المبدعين من حول العالم.
من جانبه، قال الباحث الزائر في معهد ماساشوستس، فابيو دوراتي، إن الشركات الأميركية لها تواجد مهم في الأردن ودول المنطقة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، حيث يوفر المنتدى فرصة امام الشركات الناشئة في هذا القطاع للنمو والانتشار الاقليمي.
وأعتبر الأردن مكانا مناسبا لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتنعكس إيجابا على الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وأن تطور البيئة التكنولوجية يتيح المجال لإقامة مشاريع مشتركة في هذا القطاع بين دولتين مثل الأردن والولايات المتحدة، لا سيما في ظل وجود العديد من التجارب الناجحة في هذا المجال.
وفي مقابلة مماثلة، قال طالب كلية الطب في الجامعة الأردنية، صلاح الدين إبراهيم أبو الشيخ، الذي كرمته وكالة ناسا بإطلاق أسمه على كويكيب صغير، كموهوب أردني، “في عام 2013 أجريت بحثا لحل مسألة رياضية غير محلولة سابقا، وقدمته لمسابقة أنتل للعلوم والهندسة في الولايات المتحدة الأميركية، وفاز البحث بالمركز الثاني في أكبر مسابقة علمية على مستوى العالم”.
وأضاف أبو الشيخ إنه تلقى دعما كبيرا من وزارة التربية والتعليم ومدرسة اليوبيل للمشاركة في هذه المسابقة العالمية، لافتا إلى أنه حقق بالشراكة مع طالب آخر هو طارق ذياب فوزا بالمركز الأول في مشروع تم تقديمه لمؤتمر علمي في تركيا، لحل مشكلة السلفرة في بطاريات السيارات.