سلّم جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم الاثنين، علم جلالة القائد الأعلى إلى مديرية الخدمات الطبية الملكية، التي يعود تأسيسها إلى عام 1941.
ويمنح علم جلالة القائد الأعلى، الذي بدأت مراسم تسليمه منذ شهر أيلول من العام 2015، من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني، كأعلى درجة تكريم عسكري في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، لما يبديه منتسبو هذه الوحدات من شجاعة وما يبذلونه من تضحيات وخدمات للوطن والمواطن.
ولدى وصول جلالته موقع الاحتفال، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته، حيث كان في استقباله رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير عام الخدمات الطبية الملكية.
وتشكل هذه الخطوة عرفا مستوحى من التقاليد العسكرية الراسخة للجيش العربي، بما تمثله من رسالة تقدير من جلالة القائد الأعلى للوحدات العسكرية، من خلال تسليم علم جلالة القائد الأعلى لهذه الوحدات، ضمن مراسم عسكرية احتفالية.
وبدأت المراسم، لحظة وصول جلالة الملك ميدان الراية، في الديوان الملكي الهاشمي، بالسلام الملكي، ثم استأذن قائد طابور الاستعراض جلالة القائد الأعلى بخروج علم الخدمات الطبية الملكية المتقاعد من قبل قائد الاستعراض، ليحل محله علم جلالة القائد الأعلى وعلم الخدمات الطبية الجديد.
ثم دخلت ساحة ميدان المراسم مجموعة الإيقاع من موسيقات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، لتوضيع الطبول على الأرض كتقليد عسكري يستخدم في مراسم تسليم الأعلام.
وتلى ذلك دخول علم جلالة القائد الأعلى وعلم مديرية الخدمات الطبية الملكية، حيث اصطف حاملو الأعلام، شامخة هاماتهم وعالية قاماتهم، استعدادا لاستلام علم جلالة القائد الأعلى.
وتفقد جلالة القائد الأعلى طابور الاستعراض، والذي أحيط بمعرض طبي عسكري عكس التطور الكبير للخدمات الطبية الملكية في مجال طب الميدان، حيث اشتمل على مستشفى ميداني متحرك يعد من أحدث المستشفيات الميدانية وبسعة (50) سريراً، ويضم أقسام الطوارئ، العمليات، العناية الحثيثة، ومزود بأحدث التجهيزات والمعدات الطبية والجراحية للتعامل مع الإصابات في الميدان.
كما اشتمل المعرض على محطات جراحية ميدانية متنقلة وعيادات ومختبرات بيولوجية ومحطات تضميد جراحية ومحطات للإخلاء الجوي، والتي تستخدمها الخدمات الطبية الملكية في تمارين القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وخلال مشاركاتها في قوات حفظ السلام لإغاثة الدول المنكوبة أو التي تتعرض للحروب أو الكوارث الطبيعية.
وضم المعرض جناحا يمثل الدورات التي تعقد في المركز التعليمي الوطني للإسعاف والطوارئ، إضافة إلى صور ومعدات بينت نشأة وتاريخ وتطور الخدمات الطبية الملكية والرؤية الملكية المستقبلية لتطوير مدينة الحسين الطبية.
ورافق دخول المراسم وخروجها موسيقات القوات المسلحة التي أدت عروضا تماشت مع طبيعة وهيبة المناسبة، وخلال خروج الطابور من ميدان الراية، حلقت مجموعة من الطائرات العامودية والمجنحة المستخدمة في عمليات الإخلاء الطبي والنقل الجوي.
وانطلقت هذه المراسم في العام 2015، وكانت أولها تسليم علم جلالة القائد الأعلى لسلاح الجو في مراسم شبيهة، وذلك في قاعدة الشهيد موفق السلطي في 17 أيلول 2015، تلاها تسليم علم جلالة القائد الأعلى إلى لواء الملك الحسين بن طلال المدرع / 40، ووحدات لواء حمزة بن عبدالمطلب “سيد الشهداء”، وكتيبة خالد بن الوليد من لواء الحسين بن علي المهام الخاصة / 30، وسوف تستمر هذه السنّة الحميدة لتشمل كل وحدات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.
ويعتمد اللون الأحمر العنابي الداكن في الراية الهاشمية كلون رئيسي للعلم، الذي يتوسطه التاج الملكي محمولا على سنبلتين، ويظهر شعار الوحدة التي تشرفت باستلام العلم من يدي جلالة القائد الأعلى في الزاوية العليا القريبة من عصا العلم.
وكان مدير عام الخدمات الطبية الملكية، ألقى خلال المراسم، كلمة عبر فيها عن مشاعر الفخر والاعتزاز لمنتسبي الخدمات الطبية الملكية، والذين هم من تشكيلات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، بتسلم علم جلالة القائد الأعلى.
وقال “إنه ليوم عظيم من أيام الوطن تتشرف فيه الخدمات الطبية الملكية باستلام علم جلالة القائد الأعلى الذي سيخفق فوق هامات أبنائها مثلما سيشمخ فوق مشافيها ومراكزها ومختلف مواقعها وهي تقدم رسالة محبة هاشمية أورثها لجلالتكم المغفور له الحسين الباني طيب الله ثراه غرسة مباركة ترعاها عين أبي الحسين لتبقى عنوانا للعلم والعطاء والإنسانية”.
وأضاف “نحمل في هذا اليوم توجيهاتكم السامية مثلما سنحمل علم جلالتكم وسنقدم أفضل الرعاية الطبية للمواطنين ونعيش معاني الفخر والاعتزاز بهذه المناسبة ونحن نتسلم في الخدمات الطبية الملكية رايتكم الخفاقة وسنبقى بعون الله رهن إشارتكم وطوع بنانكم وقرة عينكم، وكلنا فخر واعتزاز بانتسابنا للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، معاهدين جلالتكم على أن نبقى على العهد أوفياء نحمل رسالتكم رسالة المحبة والإنسانية والسلام بكل مهنية واحتراف”.
وحضر مراسم تسليم علم جلالة القائد الأعلى عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس المحكمة الدستورية، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية، ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن القومي، مدير المخابرات العامة، ومستشارو جلالة الملك، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ومدراء الدفاع المدني والأمن العام وقوات الدرك، وعدد من رؤساء الهيئات وكبار ضباط القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، والملحقين العسكريين المعتمدين في المملكة، وعدد من مدراء الخدمات الطبية الملكية السابقين، وذوي شهداء الخدمات الطبية الملكية وذوي المشاركين بالطابور.
يشار إلى أن مديرية الخدمات الطبية الملكية تعتبر من أهم الصروح الطبية التي تقدم الرعاية الطبية لأكثر من ثلث سكان المملكة، من خلال مستشفياتها المنتشرة في المحافظات ومراكزها الطبية الشاملة والمستشفيات الميدانية في المناطق النائية، حيث ساهمت بجهود أبنائها وبناتها الذين تسلحوا بالعلم والوعي والإخلاص خلال مسيرتها الطويلة المباركة التي امتدت لأكثر من 75 عاما بتقديم أفضل الخدمات الطبية والإنسانية.