ردٌ على مقال /فرانكفونية بورقيبة هل بنت تونس أم دمرتها؟// بقلم محمد فوزي التريكي

فرانكفونية بورقيبة هل بنت تونس أم دمرتها؟
لكي نفهم

ذكر بورقيبة في احد محاضراته بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار وهو يسرد سيرة حياته النضالية قبل حصول تونس على الإستقلال وبينما هو على طاولة العشاء مع السفير الفرنسي المقيم في تونس رن جرس الهاتف رفع السفير الفرنسي السماعة وكان على الخط مانديس فرانس رئيس الحكومة الفرنسية لسنة 1955 ثم طلب التحدث مع بورقيبة ليخاطبه مباشرة قائلا:”فرنسا تمنحك كامل الثقة سيدي الرئيس”-La France vous fait confiance Monsieur le Président ” نادى بورقيبة بالسيد الرئيس قبل ان يصبح بورقيبة رئيسا لتونس..
و كانت فرنسا حريصة على التعامل مع بورقيبة حامل ثقافتها، مفضلة إياه عل أنصار الهوية العربية الإسلامية.
وبشهادات فرنسيين عاصروا مرحلته انه كان حريصا على خدمة فرنسا في تونس، من خلال محاربته للهوية -اللغة-الدين-فحربه على الزيتونة والمنتسبين اليها كانت واضحة وجلية-من خلال إغلاقها – إلغاء العمل بالتاريخ الهجري- /31 ماي 1956 تم إلغاء الوقف الإسلامي ..في تونس
13 أوت 1956 أُصدرت مجلة الأحوال الشخصية ../25 سبتمبر 1956 وقع إلغاء المحاكم الشرعية و إغلاق الديوان الشرعي تحت شعار توحيد القضاء./18 أوت 1957 أصبحت تونس خالية من كل وقف أو نظام قانوني للأوقاف./.
لازلنا نتذكر سنة 1981 ومباشرة بعد حذر نشاط حركة الاتجاه الإسلامي ومحاكمة قياداتها، سمح بورقيبة للحزب الشيوعي التونسي القانوني بقيادة محمد حرمل لكي ينشط بدون عوائق وبالمقابل اتهم بورقيبة وزيره محمد مزالي بالمبالغة في عملية التعريب قائلا”عربت برشه يا سي محمد” وعين طبيبه الخاص وزيرا للتربية والتعليم الذي اصدر أوامره بتعليم اللغة الفرنسية في المدارس الابتدائية بداية من الصف الثاني. وهو إعلان انقلاب على خطة محمد مزالي في مجال التعريب.
وبقيت تونس بعد بورقيبة وبن علي وحتى بعد الثورة تعاني من انفصام في الهوية ولن يستطيع المتابع للشأن التونسي بان يقول ان تونس شرقية او غربية او بربرية الهوية فهي بلا لون او طعم او رائحة ..نتيجة المسخ الثقافي الذي لا زالت تتعرض له…
محمد فوزي التريكي
.

مقالات ذات الصلة