سيدة أوروبا القوية في القاهرة

تزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، غدا مصر، وتلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أول زيارة رسمية لها إلى مصر، منذ تولى الرئيس الحكم، وذلك بالتزامن مع توتر كبير بينها وبين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقبل أيام من قمة تجمع «السيسى» و«ترامب».

وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولريكة ديمر، أن المباحثات المصرية الألمانية ستتناول دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، والعديد من الملفات، على رأسها مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى.

وكشفت صحيفة «زالوكال» الألمانية، أن مصر تحتل موقعًا متقدمًا من السياسة الألمانية حاليًا، كما أنها تقع فى نقطة التقاء أمريكية ألمانية، مضيفة: «الكل يريد الآن تعزيز التعاون مع القاهرة رغم الخلافات الواضحة بين واشنطن وبرلين».

وتأتى الزيارة فى ظل العلاقات الألمانية الأمريكية المذبذبة، والخلافات بين البلدين بشأن قضية اللجوء، بعد انتقاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سياسة «ميركل» بالسماح لمليون مهاجر بالتدفق على بلادها، ووصفه ذلك بالخطأ الكارثى، ثم تأكيد «ميركل» أن القيود التى فرضها «ترامب» على هجرة مواطنى 7 دول إسلامية «غير مبررة»، معتبرة القرار «معاديًا للإسلام».

كما تأتى فى ظل ظروف دولية مضطربة؛ بسبب الموقف الأمريكى المرتبك والنظرة الأمريكية لأوروبا، فألمانيا تعتبر أقوى دولة فى أوروبا، وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، سيقع عليها عبء قيادة الاتحاد.

وترجع أهمية الزيارة لمصر إلى أن ألمانيا من أهم شركائها فى الاتحاد الأوروبى، وهى الشريك التجارى الأول لها بأكثر من 40% من حجم تجارة مصر الخارجية، ما يعزز من التعاون الاقتصادى والتدريب الفنى والمشروعات التنموية الكبرى التى تنفذها مصر، فى ظل تأكيد مصر المستمر على السعى لتوطيد العلاقات المصرية الأوروبية بشكل عام والألمانية على وجه الخصوص.

وتأتى القضية الفلسطينية، ضمن أولويات المحادثات مع مصر، خاصة مع إظهار الرئيس الأمريكى تراجعه عن القضية، وإعلانه أن «الدولتين» ليس حلًا لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، أثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى البيت الأبيض.

وتعبر ألمانيا دومًا عن دعمها لحل الدولتين، وأعلنت مرارًا أنها تؤيد ذلك لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وأنها ترفض التحركات الإسرائيلية الأخيرة، خاصة فيما يتعلق ببناء المستوطنات.

وانتقد وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل، نهاية الشهر الماضى، بناء إسرائيل المزيد من المستوطنات على الأراضى الفلسطينية، وحذر من أنه قد يقضى على احتمال حل الدولتين ويذكى الصراع فى المنطقة.

وقال جابرييل، خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين: «قلقون من أن البناء غير المحدود للمستوطنات، سيجعل حل الدولتين مستحيلًا، ويمكن أن يزيد من مخاطر الصراعات فى الشرق الأوسط بما فى ذلك احتمال نشوب حرب».

ترتيبات خاصة لاستقبال المستشارة فى الكاتدرائية

تستقبل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، غدا، المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، وتلتقى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى حضور عدد من الأساقفة وسكرتارية البطريرك.

وشهد المقر البابوى ترتيبات خاصة لدخول «ميركل» من الباب الخلفى، حتى لا يزعجها الصحفيون ومراسلو القنوات الفضائية، بحسب ما كشفته مصادر كنسية.

وقالت المصادر، إن البابا استعد جيدًا لهذه الزيارة، التى ستشهد مناقشة عدد من القضايا الهامة، وفى مقدمتها الأحداث الطائفية، وتهجير الأسر القبطية من العريش.

وأضافت: «البابا سيجدد تصريحاته السابقة حول رفض الكنيسة أى تدخل أجنبى فى شئون مصر الداخلية»، مشيرة إلى أن البابا يؤكد كذلك أن «المسيحيين يتعرضون لمشاكل ككل المصريين، بسبب الأحداث التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط».

وكشفت منظمات قبطية فى الخارج، رفض السلطات الألمانية مؤخرًا طلبات عدد من الأقباط، بالجوء الدينى فى ألمانيا، مشيرة إلى أن الخارجية الألمانية ردت بالتأكيد أن أوضاع أقباط مصر تحسنت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

واستندت الخارجية الألمانية على رفض تلك الطلبات كذلك إلى تصريحات البابا تواضروس التى أكد فيها خلال لقاءاته مسئولين دوليين، وكررها فى لقاءات إعلامية، بشأن تحسن أوضاع أقباط مصر.

خطوط السير ومواقع الزيارة فى قبضة «الأمن الوطنى»

حصلت «الدستور» على تفاصيل الخطة الأمنية التى وضعتها وزارة الداخلية، لتأمين زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى تبدأ اليوم الخميس، وتستمر لمدة يومين.

وقالت مصادر بوزارة الداخلية، إن أجهزة الأمن أعدت خطة عالية المستوى، وفقًا لتوجيهات اللواء مجدى عبدالغفار، لتأمين الزيارة، منذ خروج المستشارة من مطار القاهرة.

وعقد «عبدالغفار» اجتماعًا مصغرًا مع مساعده للأمن الوطنى، واللواء جمال عبدالبارى، مساعد الوزير للأمن العام، واللواءين خالد عبدالعال وهشام العراقى، مديرى أمن القاهرة والجيزة.

وأضافت المصادر: «قطاع الأمن الوطنى سيشرف على تأمين زيارة ميركل، وسيتولى اللواء جمال عبدالبارى، مساعد الوزير للأمن العام، تنفيذ خطة التأمين كاملة، والتى ستشمل تجهيز التشريفات اللازمة، وتأمين خطوط السير، فضلاً عن التنسيق مع رجال الحماية المدنية، لتعقيم خطوط السير وأماكن التواجد، عن طريق خبراء المفرقعات».

وأوضحت أن 24 مفتشًا من الأمن العام سينفذون خطة التأمين فى محيط أماكن تواجد المستشارة عن طريق نشر المخبرين السريين، وتوسيع دوائر الاشتباه، بالتنسيق مع اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة.

توقيع بروتوكول إنشاء غرفة «مصرية ألمانية»

أعلن رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أحمد الوكيل، أنه سيستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى تصل إلى القاهرة ظهر اليوم، بمقر الاتحاد، لبحث الفرص الاستثمارية، أمام رجال الأعمال الألمان بمصر، وزيادة التبادل التجارى بين البلدين.

وأشار محمد المصرى، نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية، إلى أنه من المقرر توقيع برتوكول تعاون، لإنشاء غرفة تجارية مصرية ألمانية مشتركة لتعزيز التبادل التجارى بين البلدين، وعقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال المصريين والألمان فى مختلف الصناعات.

ويبلغ حجم الاستثمارات الألمانية بمصر خلال الفترة ما بين 1970 حتى يناير2017 نحو 619.2 مليون دولار، ويصل عدد الشركات الألمانية العاملة بمصر نحو 1029 شركة توفر 31479 فرصة عمل، فيما تحتل ألمانيا المرتبة الـ20 ضمن قائمة الدول المستثمرة فى مصر.

قابيل:التبادل التجارى وصل إلى 5.5 مليار يورو

ال المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أمس، إن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للقاهرة تمثل دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين مصر وألمانيا، وخطوة مهمة نحو تحقيق طفرة حقيقية على مستوى العلاقات المشتركة خلال المرحلة المقبلة. واستعرض «قابيل» مع جونتر نوك، المفوض الشخصى للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لشئون إفريقيا، مستقبل التعاون الاقتصادى بين البلدين، وعددًا من الملفات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين مصر وألمانيا خلال المرحلة المقبلة.

وقال الوزير: «إن العلاقات الاقتصادية المصرية الألمانية تشهد حاليًا نقلة نوعية فى مختلف مجالات التعاون الاقتصادى، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال العام الماضى 5 مليارات و567.3 مليون يورو، محققًا زيادة قدرها 10%، عن عام 2015».

مقالات ذات الصلة