على مذهب الامام .. كاليجولا !!…بقلم / معاذ السرسى

على مذهب الامام .. كاليجولا !!

كهنوت جديد الفته الساحه القضائيه مؤخرا فى مصر .. أو قل آر بى جيه الوكاله الدينيه فضلا عن الوصايه الوطنيه على اطلاقيهما والذى لم تخطئ داناته اهدافها بعد ودائما ما تحقق مئاربها من منصات القضاء وبساحات المحاكم ، واحدا من بارونات القانون الجدد وربما اباطرته ! الداعمين لمنطق ( ضع شريطا لاصقا على فمك ثم قل ما يحلو لك !! )
وبحكم ان كل النظم السياسيه الوليده دأبت على ان تصنع رجالاتها وتنتقيهم بعنايه فائقه فيبدو ان الرجل قد صدقت فيه النبوءه سيما وفى الآونه الاخيره فبات من اشرس فرسان المعبد وسدنته على الاطلاق ولم يعد يكفيه او يروق له هوسه الدائم بمعاركه الوطنيه .. الاملائيه بالطبع !!
والتى لطالما خرج منها مزهوا بانتصاراته غير المسبوقه على كل خصومه السياسيين من غير السائرين فى ركاب الدوله .
وكونه محاميا فذّا فقد اغرته اللعبه .. لعبه الوكاله بلا توكيل .
وفى مشهد تمثيلى فائق الروعه يحلق الرجل كفراشات الحقل وينتقل عبر تجسيده للبطوله من دور الفارس الى دور الكاهن الذى لطالما يمكنه ان يمنح بكلتا يديه صكا للغفران فيده الاخرى لا تخلو من صكوك الحرمان ومن ثم يملأ بتراتيله وترنيماته كل ارجاء المعبد مختذلا فى ذاته فنانا شموليا بامتياز
وكأن الفنان سمير صبرى بوصفه ممثلا ومطربا قديرا آصر الا يغادر محرابه الفنى قبل ان نشفه الى مئات من النسخ الكربونيه
سيما فى مضمار الدين فسكه ابو زيد كلها مسالك !!
ومن الجائز ان اقول انه قد عفا على المسابح واللحى والعمائم الدهر بنائحاته او انه قد ولّى بالفعل مع بزوغ فجر العهد الجديد

فطالما نستطيع ان نجتهد حتما سوف نختلف . واذا ما اختلفنا صار اختلافنا وبالا علينا ومن ثم ما اسمنه من صيد فى شباك هذا المحامى التراجيدى وان لم يكن هو بعينه فما اكثرهم من منتحلى صفه محاميو العقيده وحراسها او بالاحرى ( وكلاء الرب !! ) مع مجاز التسميه .
وكأن الحنابله أوصدو خلف مذهبهم كل ابواب الاجتهاد !! والتى صدحت بها من قبلهم حناجر والسنه الفكر البشرى قبل العقدى عبر تاريخ الفقه الاسلامى المديد بمذاهبه الاربعه ناهيك عن جمهرته من العلماء المجددين منهم او المصلحين
وكيف وان رأس الدوله هو ذاته من اوعز الى رجال المؤسسه الدينيه وفى اكثر من مناسبه بضروره تجديد الخطاب الدينى ؟ بما لا يعنى فقط ان يعمل الازهر الشريف مشرطه لتنظيف الجرح المتقيح كما يزعم فى بدن النصوص الفقهيه التى اضحت الرافد الرئيس والملهم لتيارات الاسلام السياسى او الراديكالى على وجه العموم لا بل ليتخطى الازهر ذلك الدور بكثير الى الدرجه التى قد تدفعه الى نسف الموروث العقدى بكامله واعاده ترتيب البيت الفقهى من جديد وفقا لمنطق المواءمات السياسيه المعاصره حسبما يرى السيد النظام !!
والا فماذا كان يعنى بالضبط فى الحاحه على رجال الدين بضروره تجديد الخطاب الدينى او بالاحرى ايجاد صيغه اخرى مغايره لما هو ثابت بمتن النصوص الفقهيه ؟ التى حملت حسب زعمه ما يربو على المليار ونصف مسلم على استعداء خمسه مليارات ونيف نسمه من الديانات الاخرى فى هذا العالم

لم يدرك الازهر حينها اذا ما كان خطاب النظام فى هذ الصدد ينبئ عن ثمه يقين بداخله ام انه كان يحاول فقط دغدغه مشاعر الغرب المسيحى تمريرا للعبه مجابهه الارهاب عبر ميدانى الفكر والرصاص .. حتى ان خطابه الاخير بشأن عدم الاعتداد بالطلاق الشفهى والذى تجاوز فيه من حد الخطاب السياسى المحض الى حد الخطاب الدينى الذى يسوقنا الى تصوره كأمام للمسلمين او كخليفتهم الراشد الجديد
مما حدا بالبعض ممن كنّو انفسهم بالدعاه الاصلاحيين والمحسوبين من الاساس على جبهته فى عدائهم الواضح لتيارات الاسلام السياسى بلا استثناء الى محاوله السير فى حقول الفقه الشائكه لربما على غير هدى منهم بغيه النبش فى موروث الصحيحين البخارى ومسلم .
بدءا بأسلام البحيرى ومرورا بابراهيم عيسى كصاحب قلم ومنبر اعلامى وانتهاءا بمحمد عبد الله نصر المعروف اعلاميا ( بالشيخ ميزو )
وايما كانت رؤاهم او تنظيراتهم الفقهيه التى لم تخرج بالقطع من باحه الدين الاسلامى السمح الى باحه الكفر البواح ( لا سمح الله ) ولست اقف عنهم فى موقف المدافع
فهم فى نهايه المطاف لم يأتو بمثل ما أتى به الدكتور سيد القمنى فى سلسه كتبه وابحاثه وأراءه المنشوره وكذا لقاءاته المذاعه وجحده لمطلق الديانات الابراهيميه كما اسماها
عدا انه كمفكر مارق هكذا لم يرد ذكره بعد فى اى من مفارز أو مضابط او حتى مذاهب الامام كاليجولا !! كحام لحمى الدين والذى استشرى فى الامعان والتمرس على المباهله بفلسفه المكارثيه المصريه الجديده فى ابشع صورها عبر محاكمه الفكر ووأد الاجتهاد بسيف العداله ونصوص القانون ..فتلك هى انتقائيه كاليجولا فى حلته الجديده ومعاييره المزدوجه طالما ظلت قماشه ( ازدراء الأديان ) فى يده يمطها فيطرّز فيها من يشاء كلما وخذته موجبات الوكاله !!

بقلم / معاذ السرسى

مقالات ذات الصلة