لاهاي تدين راتكو ملاديتش وروسيا تدين لاهاي

لاهاي تدين راتكو ملاديتش وروسيا تدين لاهاي
ريما أحمد أبو ريشة
(( وصفت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قرار لاهاي بإدانة راتكو ملاديتش وسجنه مدى الحياة بأنه استمراراً للمسار المسيس والمنحاز الذي هيمن على عمل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة . وهو الأمر الذي سيقوض عملية إعادة تأهيل الثقة المتبادلة في البلقان . فالمحكمة استخدمت تفسيراً واحداً وهو معاداة الصرب )) .
والموقف الروسي هذا هو ذاته الي كنا نسمعه عقب إدانة كل صربي فقط . وعند إدانة من هو غير صربي اعتادت موسكو على التزام الصمت . فهي التي شارك مرتزقتها الأصراب حربهم وإبادتهم لمسلمي البوسنة والهرسك علنا . كما وإن جيشها في سوريا يضم كتيبة أصراب .

وعلى الفور قال الصحفي والحقوقي والمحلل السياسي البوسني نعماني ستييبانوفيتش لتلفاز ن1 الليلة إن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة كانت الخيار الأفضل والوحيد رغم الأخطاء التي سادت إجراءاتها منذ تأسيسها من قبل الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 827 الصادر يوم الخامس والعشرين من أيار سنة 1993 . وأضاف إن المحكمة أدانت الجنرال الكرواتي آنتة غوتوفينا يوم الخامس عشر من نيسان سنة 2011 وحكمت عليه بالسجن 24 عاما . وقد أدانته بأنه استغل عملية العاصفة سنة 1995 لتطهير إقليم كرايينا من الصرب إبان حرب الإستقلال الكرواتية . وكان قد اعتقل يوم السابع من ديسمبر سنة 2005 في جزر الكناري بعد هروب دام أربع سنوات .
وإذن فعلى الصرب الإقرار بأن المحكمة لم تكن ضدهم . ففي حالة آنتة غوتوفينا رحبوا فلم كل هذا الإصطفاف ضدها الآن بعد إدانتها للمجرم الصربي راتكو ملاديتش ؟! .
وانتقد طلب صربيا من المحكمة أن تقرر الإفراج عن المدان بغية العلاج . وقال : ” عن أي ضمانات تتحدث سلطات صربيا , وقد استطاع التخفي 16 سنة على أراضيها ولعلها ضالعة في ذلك . وهل ينقصه علاج هناك ويتوفر له في صربيا ؟! “.
ووصف رد فعل وزيرة العدل الصربية بأنه مُخزٍ فالذين ادعت بأنهم يحاكمون في بلدها إنما هم طلقاء وقرارات البراءة جاهزة للمتهمين الأصراب وقرارات الإدانة لغيرهم فقط .

ووصف موقع سازين الإخباري البوسني الموقف الروسي بأنه يأتي لإخفاء جرائم الإبادة التي ترتكبها روسيا في أكثر من بلد . وهي الجرائم المختصة فقط بإبادة المسلمين .
وطالب موقع البوشناق بفتح ملف مشاركة روسيا في حرب الإبادة ضد مسلمي الروهينغا .
فيما طالبت فجر الصباح البوسنية وصحيفة جهورية السنجق الإلكترونية بفتح لاهاي جديدة لمحاكمة جرائم الروس في سوريا حيث تجري هناك أيضاً حرب إبادة بأمرهم .
يستعد قضاة الأمم المتحدة للملمة ملفاتهم حيث تنهي المحكمة عملها نهاية الشهر القادم . فيما تزداد أجواء البلقان اضطراباً والشرق الأوسط لهيباً وأوروبا انهياراً والعالم تمحوراً يتقلب , تماماً كالأجواء التي سبقت الحربين العالميتين .

مقالات ذات الصلة