هذا ما جاء في رسالة الدكتور مصطفى سيريتش لدونالد ترمب

هذا ما جاء في رسالة الدكتور مصطفى سيريتش لدونالد ترمب
ريما أحمد أبو ريشة
(( وجه الدكتور مصطفى سيريتش مفتي عام جمهورية البوسنة والهرسك ورئيس مؤتمر البوشناق العالمي ومؤسس الأكاديمية البوسنية ورئيس علمائها الأسبق رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حذره فيها من تداعيات قراره الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل )) .
وجاء في رسالته : إن أردت إثبات أنك لست معاد للسامية فقد أثبت أنك معاد للعرب والمعاداة هنا واحدة . وإن أردت حل النزاع العربي الإسرائيلي فقد جعلته أكثر تعقيداً من أي وقت مضى . وإن كانت نيتك إهانة المسلمين وإخضاعهم فقد استيقظ الغافلون منهم بسبب قرارك هذا . ولو شئت به إحداث شرخ أكبر بين قادة المسلمين فقد أدى قرارك إلى توحيدهم أكثر . أما إن كانت نيتك إرساء النظام والسلم في القدس فقد دمرت ذلك . وإن كانت نيتك إخماد فتيل الأزمة في القدس فإنك أشعلتها الآن .
وخاطب ترمب متسائلاً : ” إنني غير قادر على تفهم أنك لست على قدر من استيعاب ما سيؤدي له قرارك الذي لن يمر أبدا . إنني غير قادر على فهم أنك لا تفهم ما تفعله . لقد صدمت العالم بأسره بقرارك . فقصة القدس ليست زقزقة طيور . إنها تضحية البشرية , بكاء البشرية , عودة البشرية , ولادة البشرية , إنقاذ البشرية , صعود الإنسان إلى السماء , والذي لا يفهم هذا فإنه غير مؤهل لتحديد مصير القدس . لأنها ليست مجرد مدينة على الأرض . إنها مدينة سماوية .
إن كانت نيتك إظهار قوتك فقد أظهرت عجزك في إحلال السلام والطمأنينة في القدس . وليس القوي هو من يشعل النار بل من يخمدها . كما وإنه ليس قوياً من يدمر أمة بل القوي هو من يسعى لإنقاذ البشرية من الخطر والتهديد النووي . ذلك الذي يملك نوايا حسنة وكلاماً طيباً وأعمالاً خيرة . أنا حقاً غير قادر على تفهم لماذا اقتربتم من نقطة سماوية على الأرض وبقعة أرضية تلامس السماء ؟ ولماذا اقتربتم من القدس بهذا الأسلوب الهمجي ؟ ولقد سمعنا مؤخراً من بولندا أن هناك من يريد هولوكست إسلامي وهم يعرفون تماماً أن حرق ملياري مسلم مستحيل تماما .
سيدي الرئيس
أعرف إنه ليس خطأك الأول ولكني أتمنى أن يكون الأخير . أريد أن تكون أمريكا هي تلك التي أعرفها إبان إقامتي في شيكاغو ( 1981 – 1986 ) عندما أطلق ريغن شعلة الحرية ضد الطغيان والظلم في الإتحاد السوفييتي . ولا أريد لأمريكا أن تفقد نفسها كوسيط للسلام وهو دور ليست روسيا مؤهلة للقيام به .
سيدي الرئيس
لا تغضب من صراحتي المفتوحة . فأنا لا أستطيع التلون . متمنياً أن تفهموا رسالتي بالشكل الحسن وأن تتراجعوا عن قراركم .

مقالات ذات الصلة