واقع البوسنة والهرسك اليوم ؟

واقع البوسنة والهرسك اليوم ؟

ريما أحمد أبو ريشة

(( دمرت الحرب الأهلية البلاد وأدخلتها في نفق مظلم . وجذرت الحقد بين قومياتها وفتيل النزاع قابل للتحول إلى صراع وقتال من جديد )) .

ويشهد واقع البلاد اليوم على أن بلدياتها ومقاطعاتها تتسم بأحادية العرق . فعودة المهجرين لا تزال كلاماً وحبراً على ورق . وهو ما استنتجته أكاديمية العلوم والفنون البوسنية ونشرته في تحليلها الأخير خلال الشهر الجاري والذي جاء تحت عنوان ” التغييرات الإثنية والعرقية والديموغرافية في البوسنة “. وقارن التحليل بين وضع البلاد بعد مضي ربع قرن على الحرب الأهلية متطرقاً بالتفصيل بين ما كانت عليه سنة 1991 وما أصبحت عليه سنة 2013 . وحذر إثنا عشر عالماً من مآلات ما تشهده البلاد اليوم من تغييرات جذرية قد تعصف بالبلاد .

ويذكّر الأكاديميك ميركو بيانوفيك بأن صورة البلاد لغاية ما قبل الحرب الأهلية كانت أشبه ب ” جلد النمر ” إذ أن سكانها كانوا يعيشون سوياً في طول البلاد وعرضها . وأوضح إنه لغاية سنة 1991 لم تكن هناك بلدية واحدة ذات عرق واحد . فقد كانت البلاد مكونة من 109 بلديات منها 91 بلدية متعددة الأعراق تماما . لكن الحرب غيرت الصورة كليا .

وعقب اتفاق دايتون الذي أنهى الحرب الأهلية . أصبحت البلاد مكونة من 141 بلدية منها 100 بلدية أحادية العرق .

يبين تحليل الأكاديمية إن 20 بلدية فقط تضم إثنيات وعرقيات متعددة و 21 بلدية تهيمن فيها عرقية واحدة بنسبة قد تصل بين 70 و 90 بالمئة وبقية البلديات شبه نقية .

وعودة المهجرين لا تزال معقدة إذ أن سياسات جمهورية الصرب ” كيان صرب البوسنة ” إنفصالية ولا تختلف عنها سياسات الكروات الذين يشوون صورة الإسلام ويلصقون به سمة الإرهاب لتمرير سياساتهم القمعية .

صورة البوسنة والهرسك اليوم تزداد تعقيداً حتى بعد انتهاء محمة لاهاي من مهامها . فقراراتها زادت من حالة احتقان البلاد .

مقالات ذات الصلة