وزير الداخلية يقتحم أوكار الإجرام – بقلم: زيد المعيش

وزير الداخلية يقتحم أوكار الإجرام فيضجّ المستثمرون بالإجرام وكلابهم .
ظاهرة ( الخارجين على القانون ) من الزعران والبلطجية وتجّار ومروجي المخدرات وسارقي السيارات __ أصبحت من الظواهر الملموسة في كلّ مكان في السنوات الماضية وظهر للعيان التراخي الأمني تجاهها حتى تفشّت واستفحلت وأصبحت تهدد أمن المجتمع وتثير الرعب في نفوس المواطنين وتستهدف رجال الأمن .
ومنذ أن أُسند منصب وزارة الداخلية للسيّد سلامة حمّاد أعلن الحرب على هذه الظاهرة وبدأ بحملة تطهير لتنظيف المجتمع منها , فبدأت الماكنة الإعلامية المأجورة في شنّ حملة منظمة عليه مما يدلّ على أنّ كثيرا من المتنفذين هم من يقف على رأس تلك المافيات , ويستخدمها في فساده وإفساده , ويستثمر فيها لجني المال الحرام غير آبه لأمن وسلامة الوطن وأهله , وهم في حملتهم الظالمة تلك والتي تقوم بها أقلام مأجورة يستغلون جهل المواطنين بأسرار هذا الملفّ الغامض فيجشيونهم ضدّ هذا الرجل الذي أقضّ مضاجعهم , وأقتحم أوكار أولئك المجرمين الذين صنعهم ورعاهم الفاسدون واستثمروا بإجرامهم .
الشعب والناشطون السياسيون المخلصون فيه يندفعون مع تلك الحملة الظالمة ويتماهون معها من حيث لا يعلمون ؛ لأنّهم يجهلون حقيقة هذا الملفّ , ويجهلون أسراره , ويجهلون من يحميه , ويستثمر به لتحقيق أجندات داخلية في الصراع على المغانم والمكاسب في الوطن المنهوب أو لتحقيق أجندات خارجية تصبّ في خدمة المخططات التآمرية على هذا الوطن .
يجيب أن يستيقظ الشعب المخدوع وطلائعه الصادقة المخلصة ليدركوا طبيعة هذه المعركة وليدركوا أنّ وزير الداخلية يتعرّض لحرب شعواء من الفاسدين المفسدين الذين لولاهم ولولا تسترهم على الخارجين على القانون , والتدخّل بنفوذهم لمنع ردعهم بالقانون لما تفشت تلك الظاهرة , ولما أصبحت موجودة في كلّ مكان .
وإنّه لمحزن جدّا أن نجد من يحمّل وزير الداخلية مسؤولية ضعف الأداء في بعض العمليات التي تمّت في مكافحة الإجرام ومواجهته , وكأنّ وزير الداخلية هو صاحب الصلاحية وصاحب الولاية على جميع تلك الأجهزة , أو كأنّه وزير يشغل هذا المنصب منذ عشرات السنين ولم يتعاقب على وزارة الداخلية عدّة وزراء غيره , وفي زمنهم تفشت تلك الظواهر وأمتدت .
ونتساءل هل المطلوب من وزير الداخلية أن يترك هذا الملفّ , ولا يقترب من عشّ الدبابير لئلا ينكشف ضعف أداء بعض الأجهزة في التعامل معه ؟ وبالتالي نترك المجتمع تحت رحمة هؤلاء الخارجين على القانون الذين يعيثون في الوطن فسادا , والذين دمّروا شباب الوطن بالمخدرات , وجعلوهم أرضا خصبا لنمو التطرّف والارهاب الذي تستثمر فيه دول طامعة على رأسها الكيان الصهيوني ؟؟
القضية باختصار أنّ ظاهرة الخارجين على القانون هي ظاهرة لها سند من متنفذين يستثمرون بها , ويسخرونها في خدمة مصالحهم الضيّقة , فإن لم يوضع لها حدّ للقضاء عليها وتنظيف المجتمع منها فإنّها ستصبح أداة بيد القوى الدولية المتآمرة على هذا الوطن , وسنصبح نشاهد في وطننا نفس المشاهد التي نراها في الشام والعراق .
ونحن بين خيارين لا ثالث لهما :
إمّا أن نقف مع ما يعمله وزير الداخلية في مكافحة هذا الإجرام والذي هو تنفيذ لتوجيهات جلالة الملك فيما يخصّ هذا الجانب , وتحقيق لما به الشعب المقهور والمتضرر من هذه الظاهرة التي تهدد أمنه واستقراره وأمواله وأطفاله
أو
ننساق مع تلك الحملة الظالمة المغرضة على هذا الوزير وحملته على الإجرام والمجرمين والخارجين على القانون ؛ لتظل هذه الظاهرة المرعبة آمنة مطمئنة تتمدد وتنتشر حتى تحرق الأخضر واليابس …..
زيد المعيش .

مقالات ذات الصلة