ويلكم ياتيمية: الصحابة لا يسبون علياَ!!

ويلكم ياتيمية: إن الصحابة لا يسبون عليا!!

ابو باقر النجفي
من لطائف التاريخ التي حفظها لنا بعض المؤرخين هو طبيعة العلاقة بين صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ونقل الكثير من الشواهد على ذلك سواء كانت في عهد النبي أو حتى بعد وفاته ، على الرغم من إننا يجب علينا أن نتقبل أن طبيعة العلاقة قد تغيرت بعد رحيله عليه الصلاة والسلام وهو أمر طبيعي لكنها لم تصل عند عامة الصحابة لكنها لم تصل إلى حد التباغض والتناحر، إلا في حد محدود وخط ممدود باتجاه واحد هو ذلك النهج الباحث عن السلطة وعن الرئاسة مهما كانت النتائج، وهذا منهج متبعثر في التاريخ عند من لا يمتلك قراءة دقيقة أو عند من تختلط عنده الأمور، لكن عند من يتفحص يجد أن هذا النهج والتفكير موجود في سلوك معين حاول البحث عن السلطة والرئاسة بشتى الأساليب حتى لو كان ذلك بزرع البغضاء بين الناس، أو زرع الحرب والتقاتل بين الناس ، ولم يتوقف عند حد معين حتى وصل به الأمر إلى مخالفة كل الوقائع والثوابت ليطرق أوتاراً ليس لها واقع، محاولاً الوصول إلى فكرة أن ما يحصل اليوم كان له أصل ونواة في التاريخ الإسلامي وفي العمق العقائدي، حتى أراد أن يوصل فكرة أن التباغض والتباعد والتقاتل موجودة من أيام الصحابة الأجلاء، ونحن في هذه السطور ننقل واحد من الاتهامات الخطيرة لجيل الصحابة فقد قال عنهم أنهم كانوا يبغضون علياً عليه السلام حيث يقول في منهاج السنة
في منهاج السُّنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية ، ج7، فصل قال الرافضي: البرهان الثاني عشر: … وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ… الرَّابِعُ : إنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لِلَّذِينِ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وُدًّا، وَهَذَا وَعْدٌ مِنْهُ صَادِقٌ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لِلصَّحَابَةِ مَوَدَّةً فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ، لَاسِيَّمَا الْخُلَفَاءُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -، لَاسِيَّمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ; فَإِنَّ عَامَّةَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَوَدُّونَهُمَا، وَكَانُوا خَيْرَ الْقُرُونِ ، وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ عَلِيٌّ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ، وَيَسُبُّونَهُ وَيُقَاتِلُونَهُ .
وهنا يستوقفني سؤالان مهمان
السؤال الأول: هل من صفات الصحابة أنهم كانوا متباغضين وسبابين، يعني هل يصح للصحابي الذي المفروض أنه مؤمن أن يكون سباباً فكيف يكونوا صحابة وهم بهذا الخلق
وإذا كان الأمر كذلك فهل هذا يعني أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يكن يومها صحابياً إذ كيف يمكن الجمع بين قول الخليفة : ((أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها)) ( تاريخ ابن كثير 7 / 359 , الفتوحات الإسلامية 2 / ومن هنا علق الأستاذ المحقق السيد الصرخي حفظه الله بقوله :
أقول : تعرف ابن تيمية من لحن القول، يبغض عليًا ( عليه السلام ) أشدّ البغض، لا يعتبره من الصحابة، يقول: ” وهذا وعد منه صادق ” ما هو الوعد؟ إن الله يجعل للذين امنوا وعملوا الصالحات ودًا، محبة للصحابة من الذين أمنوا وعملوا الصالحات ، فجعل لهم مودة في قلب كل مسلم، وعليّ المسكين (سلام الله عليه) ليس فقط لم تجعل له مودة في قلب كل مسلم من عموم المسلمين وإنما لم تُجعل له مودة في قلوب خواصّ المسلمين !! ، عند الصحابة لم تُجعل له المودة فكيف عند باقي المسلمين!! يا علي، يا مظلوم ، سلام الله عليك يا علي عندما يبغضك مثل هؤلاء المنافقين . )) من محاضرة 17 من بحث (الدولة..المارقة… في عصر الظهور… منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ).

مقالات ذات الصلة