آل البيت بمصر لهم مقام قوي مشع في القلوب بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد شقير

آل البيت بمصر لهم مقام قوي مشع في القلوب
بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد شقير
…………………………………………………………
هم الأرواح الطاهرة التى أستقرت بمصر تحمى أرضها .
دخلوا مصر وأقاموا بها ورقدوا في ترابها بطهرهم ولهم أضرحة مشهورة ويعتبرها المصريون مقصداً وملاذاً لهم وتنسب إليهم مناطق شاسعة من القاهرة فعندما يقول المصريون سيدنا الحسين أو السيدة نفيسة أو السيدة سكينة فإن ذلك يعني المقصورة التى يعيش فيها صاحب المقام على أرض الكنانة مصر
والمنطقة التي يوجد بها أيضاً فالقاهرة موزعة علي آل البيت وآل البيت أركانها. المنطقة التي تتركز بها المراقد المقدسة تقع جنوب القاهرة تبدأ من مقام السيدة زينب رضي الله عنها وسيدى زين العابدين وتمتد إلي مقام نفيسة العلوم السيدة نفيسة والسيدة عائشة رضي الله عنهما هذه المنطقة خصوصاً علي امتداد شارع الأشرف
و التعلق بآل البيت لا يعني أن المصريين شيعة إنه ليس تعلقاً علي مذهبية ولكنه صيغة الإسلام المعتدل في مصر فى إطار سني وهنا أحد تجليات العبقرية المصرية الخاصة وعندما تسمع أسم سيدنا الحسين تجد نفسك أمام الشعاع والنبراس الحقيقى لروح الشجاعة والعدالة
انه المركز الحقيقى للروح الانسانية
إذا ما قيل علي مسمع من القوم سيدنا فهذا يعني الحسين.
وإذا ما قيل مولانا فهذا يعني حبيبنا سيدنا الحسين.
وإذا ما قيل سيدنا الحسين تجد نفسك أمام مفاتيح لأبواب ومعانى عظيمة
تجد نفسك امام معنى الاستشهاد من أجل الحق وإقرار العدل وافتداء الجمع بحياة الفرد لكي يتحول الوجود المادي إلي معنوي ممتد فلا زمن يحده ولا مكان يقيده. وقد شاء لي حظي أن تكون طفولتى وحياتى في الحياة الدنيا علي مقربة من مسجده الذي يحوي ضريحاً يضم رأسه الشريف فارتبطت حواسي كلها به بمعالمه ونقوشه ومعماره وما ينبعث من أرجائه ذلك العطر الخفي وطوابير الساعين إلي الصلاة في رحابه وزيارة مرقد الرأس الشريف لا ينقطعون ليلاً أو نهاراً يسبحون بحمد الله ويستغفرون ربهم ويكثرون من الصلاة والسلام على نبيهم المصطفى يأتون إليه من القري النائية والواحات المعزولة في الصحراء والمدن القريبة والبعيدة، تنتظم حوله الحياة في أجمل مشاهدها يفيض المكان بالطمأنينة والسكينة بالرضي منذ طفولتي كنت أتطلع إلي الآية الكريمة:
(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي)
مكتوبة بخط جميل حروف خضراء علي خلفية من اللون البني ومحفورة في الجدران أقرأها فأرق وأرددها فأستكين وقد صاحبتني طوال مراحل عمري ومع بلوغ العمر نقطة متقدمة أستعيدها فأحن وأفهم وأسترجع مغزي ودلالات استشهاد سيدنا ومولانا. وأقرأ على الجدران حوله مقامه القصيدة المكتوبة فوق محراب ضريح مولانا ولى النعم سيدنا الحسين رضى الله عنه وارضاه وقد كتبت عام 1773 ميلادياً كتبها البلخى ألا إن تقـــــــــوى الله خــير البضائع و من لازم التقوى فليس بضـــــــائع فهذا لواء النصـــر لاحـــــــت نقوشه مطرزة تزهو بحسن الصــــــــنائع
إذا ما قيل الحسين فهذا يعني مكاناً أيضاً تُعرف مناطق القاهرة القديمة بمراقد آل البيت.
السيدة زينب السيدة نفيسة، السيدة عائشة سيدي زين العابدين المركز هوسيدنا الحسين إنه المركز الروحي لمصر كلها وليس القاهرة فقط.
يقول المقريزي في موسوعته المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ما نصه: (قال الفاضل محمد بن علي بن يوسف بن ميسر: وفي شعبان سنة إحدي وتسعين وأربعمائة خرج الأفضل بن أمير الجيوش بعساكر جمة إلي بيت المقدس وبه سكان وبالغازي أرتق في جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الأتراك فراسلهما الأفضل يلتمس منهما تسليم القدس إليه بغير حرب فلم يجيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المنجنيق وهدم منها جانباً فلم يجدا بداً من الإذعان له وسلماه إليه فخلع عليهما وأطلقهما وعاد في عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فأخرجه وعطره وحمله في سقط إلي أجل دار بها وعمر المشهد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف علي صدره وسعي به ماشياً إلي أن أحله في مقره وقيل إن المشهد بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وكمله ابنه الأفضل وكان حمل الرأس إلي القاهرة من عسقلان ووصوله إليها في يوم الأحد ثامن جمادي الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها والقاضي المؤتمن. ويذكر أن هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله كريح المسك فقدم به الأستاذ مكنون في عشاري من عشاريات الخدمة وأنزل به إلي الكافوري ثم حمل في السرداب إلي قصر الزمرد ثم دفن عند قبة باب الديلم بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر وكانوا ينحرون في يوم عاشوراء عند القبر الإبل والبقر والغنم
(الخطط جزء أول ص724)
ويقول المؤرخ عثمان مدوخ في كتابه العدل الشاهد في تحقيق المشاهد:
إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار مشهد بدمشق دفن به الرأس أولاً ثم مشهد بعسقلان بلد علي البحر الأبيض ونقل إليه الرأس من دمشق ثم المشهد القاهري بمصر بين خان الخليلي والجامع الأزهر ص1.
وجاء في كتاب مرشد الزوار إلي طريق الأبرار:ما نصه
(ذكر بعض العلماء ممن عاصر الفاطميين أن هذا الرأس الذي وضع بهذا المكان يعني المشهد الذي بالقاهرة هو رأس الإمام الحسين رضي الله عنه كان بعسقلان فلما كان في أيام الظاهر الفاطمي كتب عباس إلي الظاهر يقول له:
أما بعد فإن الفرنج أشرفوا علي أخذ عسقلان وأن بها رأساً يقال إنه رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما. فأرسل إليه من تختار ليأخذه فبعث إليه مكنون الخادم في عشاري من عشاري الخدمة فحمل الرأس من عسقلان وأرسي به في الموضع المعروف.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد

مقالات ذات الصلة