السّاده .. المغتسلون من الطّهر !!…بقلمى /معاذ السرسي 

بقلمى /معاذ السرسي
السّاده .. المغتسلون من الطّهر !!

انا ليبرالى .. اذن بمقتضى مصريتى أنا اعرف جيدا كيف ارى الطالع فى السياسه ! وكيف اضرب فيها الودع وأقرأ لها الكفّ . ومن يأت لى بالمندل لأفتحه كى اريكم ما ارى او اسمعكم ما اسمع ؟!
فقط دعونى اولا اغتسل من طهرى ، او حتى ارتشف بضع رشفات من فنجانى المفضل لدىّ منذ ان افرزتنى ارهاصات صوله ! عفوا ( ثوره ) 30 يونيه وما اعقبها من غزوات مقدسه كتلك التى قام بها اخناتون العظيم ودعا فيها الى ديانه التوحيد . ليس توحيد الاحزاب ما اعنيه وانما توحيد الآلهه فى آله واحد !! منقلبا بكل جسارته السلطويه والنخبويه ايضا على الهكم المنكوب آتون !
وقد يسألنى أيكم عن طبيعه هذا المشروب الساحر الذى اعتدت على احتساءه صباح مساء . قطعا فأننى لست مضطرا ان افضى اليكم سرّا امّنتنى عليه مقتضيات ليبراليتى اللحوحه والمهتاجه علىّ دائما وكذلك وطنيتى المفرطه التى بالكاد تحملنى على ابتلاع ما يربو على الشبر ونصف الشبر من قماشه علم مصر بعد ان اجتزءها منه وانقعها ليلا فى هذا الفنجان اللعين !! فأحتسيه وأسد به رمقى او اشق به ريقى !! كما درجت على ذلك السنتنا .
ناهيكم عن وصلات الردح الوطنى التى ابرع فى أدائها فى صحن المجلس بعد كل رشفه ارتشفها منه فى مواجهه تلك القله المندسه من الساده النواب اللذين ما زالت تراودهم بعض من اضغاث احلام فى تلك الديمقراطيه المقيته مثلما كانو يتشدقون بها وأنا واحد منهم خلف اقنعه ليبراليتهم البلهاء قبل نزول المخلّص على رغبه حواريّيه ليخط واقعه ميلاده بشق عصا الطاعه فى 30 يونيه معلنا بدء التقويم المصرى جديد !! وانا ممسك لذات العلم مرددا بصوتى الاوبرالي الاجش شعيره ( تحيا مصر ) كشهاده للوطنيه الجديده ، وترنيمه الخلاص من كل أوزار ماضينا الثورى البغيض !
وكعادتى كنائب حاذق وأعى جيدا كيف اغازل او ادغدغ مشاعر صانعى القرار السياسى .. وفى أعتى موجات البرد القارس بالفصل البرلمانى .. حينما يخرج علينا اىّ من الساده النواب من ذوى التكتلات السياسيه اللزجه ! وبعد ان غمرها موج النسيان وذهب بها الى ادراج الرياح بثمه استجواب او بطلب احاطه لأحد وزراء الحكومه محدوده الدخل ! فى محاوله يائسه من هذا النائب المتآمر لسحب الوساده عفوا ( الثقه ) من تحت رأس الحكومه التى تغطّ فى سباتها العميق بنوازعها الوطنيه المحضه وبكل تفان فقط كى تحلم للمواطن المصرى بالرفاهيه والعيش الرغد الذى ينشدهما او تبحث عبر كل غفوه تغفها فى اروقه الوزاره عن ثمه سقف لمواطنيها لتحميهم من زخّاتها الدولاريه التى ستمطرهم بها عقب كل تعسيله حكوميه وبرؤى واهداف سياسيه بالغه الدقه فى التصويب !! فتنتابنى حينها لحظات الغيره او بالأحرى الحميّه وكذلك تحدونى رغبتى الجامحه فى انتحال دور البعبع الراحل كمال الشاذلى وربما تغازلنى احلام يقظتى لأتقلّد منصبه يوما ما كضابط أمن المجلس ! (عفوا) كوزير لمجلسى الشعب والشورى . ومع طفافه الفارق وتماهى المسمّيات بين ما كان ايام مبارك وما هو كائن بالفعل فكل شيئ اصبح جائزا حدوثه على هذ الصفيح الساخن للنظام وفى وتره المشدود عسكريا ! فأهبّ على الفور لمقارعه هذا النائب المارق الذى لربما نأحت عليه ليبراليته فشرع فى قض مضاجع الحكومه والمجلس بأثره .
سيما لو كان من الئك النواب المهرطقين او المشدوهين بأهازيج ثوره 25 يناير ودأبو على الهمس بها بمنطق الثوره لا المؤامره حفظا لماء وجههم امام ناخبيهم وعبر دوائر اعلاميه بعينها كنواب محسوبين على تيار تلك الثوره !!
فأن لم يكن هذا النائب ليبراليا معتدلا هكذا مثلى بيد انه ربما غافلنى فارتشف من منقوع الوطنيه بفنجانى جرعه زائده عن المتفق عليه فى الدور التشريعى الذى نؤديه ! شريطه ان تظل ليبراليته بعيدا عن شبهات الديمقراطيه ! وتنئ دائما بنفسها عن الريب السياسيه الاخرى لتظل هكذا محظيه بسيف المعز وذهبه .
عدا ذلك فما اكثرها من اوراق التوت فى أيد العرّابون الجدد وما اطوله من طابورهم الخامس ! ولكل بيت رب يحميه !
وما اروعها اهزوجه الأخونه التى اضحت وريثا شرعيا للمكارثيه المصريه الجديده واحدى رموز تشفيرها فى لوحه مفاتيح النظام ! ولم تزل بعد بوصله كل الوصوليين والانتهازيين او بالأحرى هى بمثابه رأس الحربه فى معارك الرمق الاخير التى يخوضها ضابطى الايقاع الاعلامى ونظيره السياسى ! فى مواجهه اشلاء من رموز المعارضه بساحاتها الحزبيه المقفرّه لحرق نفاياتها او تدويلها الى مسوخ وتابوهات سياسيه اخرى تتفق وديكور البلاط الرئاسى الجديد . وتظل هكذا كما البيادق الصغيره فى لعبه الشطرنج حصونا منيعه او خطوطا اماميه يتقاذفها الهوى والمزاج السياسى لسيّد اللعبه فلا تعرف طريقا الى وزير او تقوى على التفوه يوما بكلمه كش ملك . فى طهر النائب محمد ابو حامد وعن غسله كنت اتحدث ..
معاذ السرسى

مقالات ذات الصلة