[ ليبيا ياوطنى ياوردتى الجميله ]  الشاعر جمال الكون

 

[ ليبيا ياوطنى ياوردتى الجميله ]

الشاعر جمال الكون
على عتبات ِ الحياةِ تجر اذيالها المثقلة َ بالهموم .
ومن خلف ِ نافذة ِ مقلتيها تقف ُ دموعها متكسرة ً
وحولها عبائة َ القصة ِ الطويلة ِ الحزينة ..
رجلاها لاتمشيان ِ إلا ّ بإذن ٍ من ” كابتن ِ ” مأتمها
ويديها ترتعشان ِ كالسعفة ِ يابسة ً لونها كالرمل ِ العجوز
وووجنتيها محفورتان ِ بمعول ِ الدهر ِ الظالم ..
آهات ٌ تخرج ُ كاللهب ِ من فيها
وبينها تختبئ ُ الأنات ُ والتئوهات وهمهمات ُ السهر َ المضني ..
كانت وردة ً لايبتسم ُ الربيع ُ إلا بحضور ِ محيّاها
ولاتخضر ُ يداه ويبين ُ جبينه ُ إلا ببيان ِ عيونها المغرقتان ِ بزلال ِ الندى الفجري
وما الربيع ُ إلا عنوانا ُ تحمله ُ حينما يتجدد ُ موعد ُ الحضور ..
أي وردة ٍ كانت تبهر ُ الورود َ وإن كن ّ جميلات
وأي وردة ٍ كانت تسحر ُ الورود َ حينما تتجمهر ُ
فكانت تسحب ُ بساط َ الشهرة َ حينما تداعب ُ العيون ُ مسابقة َ الظفر
وكانت أوتار َ رقصتها تجن ُّ سامعيها وناظريها
وكيفَ لا ؟ فهي َ الوردة ُ التي يترنح ُ المسك ُ منها هاربا ً
ويهرع ُ للشجر ِ راجعا من مسكها الفواح . .
فأي ّ رائحة ٍ تعلو وراية َ الوردة عالية ً في الآفاق ؟
واي لون ٍ يزهو ولونها خطف َ العيون ؟
ترى ماذا جنت لكي تمنع ُ عنها فراشة َ البستان ؟
وتمنع ُ عنها نسمات ُ الصبح الطاهرة
ونعومتها تبطش ُ بها خربشات ِ خشونة َ الزمن
وعلى جبينها يُقَد ُّ عنوانها الرقيق . ! !
صوتها.. كان َ يوسفيا ً في قصيدة ِ الجمال
وخدرها محفوظا ً في خمار ِ الصون ِ والدلال
وصحراء ُ الزمن ِ تخشى أن تداعب َ افكار مملكتها
والفراشات ُ تستأذن ُ الدخول َ حينما يقرعُ جرس َ الربيع ..
ياله ُ من زمن ٍ ظالم ٍ وطاغ ٍ لايعرف ُ للوردة ِ قيمة ! !
وياله ُ من رجل ٍ لبس َ قميص الذآب ليصطادها لبؤة ً بريئة !
ويخط ّ بيديه ِ المدميتان بالجريمة ِ قتل الوردة َ الصابرة ! !
ترى اي البساتين ِ تنعم ُ باحترامِ الورود ؟ ؟
فالشوكُ حاطها بأساطيله ِ الحيوانية
وعادياتها جائت لتعبث َ في جمالها لييخطفه ُ القبح
وابنائها يصفقون َ فرحا ً حينما ينتصر ُ فيلق َ الشوك ! !
ترى أي الماونئ َ تَحط برحلها تلك َ الوردة َ الشاردة َ من العصف ؟
فالموج ُ غير َ الموج . . والهواء ُ عاصفات ٌ هائجة
وبين الموج ِ والعواصف ِ اتفاق ٌ على اقتلاع ٍ الورود َ من منبتها !
كيف تصبر ُ تلك َ الوردة ؟؟ وكيف تتصبر ؟ ؟
فالهرم ُ كتب َ على عمرها سيناريو الكدر
وحفرت الأقلام ُ على وجنتيها نقوش َ الكهولة !
وبين سطور ِ صوتها الجميل ِ وثبت مسامير ُ المشيب ِ الملعون .
ظالم ٌ هو البستان ..
وظالم ٌ هو الشوك ُ يدري أنها وردة ً لاتتحمل ُ الحراب
وظالم ٌ هو الدهر ُ يدري أنها لاتعرف ُ للقبح ِ طريق .
فصبرها صلاتها التي تغذيها صبرا ً وصبرا .
فلربما يولد ُ صبرها نصرا ً عزيزا ً على الزمن ِ الظالم
ويندحر ُ الرجل ُ الصحراوي ُّ ويكون َ نسيا ً منسيا ً ..
فستبقى ياليبيا اجمل وردة فى نظرى ولن تذبلى ..!!

 

مقالات ذات الصلة