ملحمة السلط، والكرك، وإربد، والرقبان… ماذا بعد؟! تحسين التل

تحسين التل

ملحمة السلط، والكرك، وإربد، والرقبان… ماذا بعد؟!

كتب تحسين التل:- عندما يصحو المواطن الأردني في كل صباح، فإنه يفاجأ بمصيبة مدوية تعمل على تفجيرها حكومة من حكومات ابتلينا بها على حين غرة، إما بزيادة رواتب المسؤولين الى أرقام فلكية، أو بتعيين شاب أو شابة براتب يساوي راتب عشرة من رجال الأمن والقوات المسلحة، لأنه أو لأنها إبن أو إبنة المسؤول الفلاني الذي قضى سنين عمره وهو يتقلب بين المناصب، تطبيقاً لقانون التوريث المعمول به منذ ثمانية وتسعون عاماً، أو بتعيين مائة وتسعة موظفين في مجلس النواب ويوافق على تعيينهم والتستر عليهم رئيس حكومة سابق من أجل تمرير سياسات ترضي البعض لكنها تشكل ضرر بالغ بأبناء الوطن وحدهم دون غيرهم، فالنائب، والوزير، والعين، وموظف الديوان، ورئيس الوحدة الحكومية والهيئة الاستثمارية لا يهمهم سوى امتيازات يحصلون عليها بحكم وظائفهم التي يحلم بها قطاع واسع وشاسع من الشعب الطيب المسكين.

زيادة المسؤول بالآلاف، وزيادة ذوي الدخل المقرود بالدنانير…

كل ثلاث سنوات يحصل الموظف على خمسة دنانير بشرط حصوله على درجة ممتاز في التقارير السنوية، وهناك موظفين لم يحصلوا على زيادة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وربما تصل الى عشرون عاماً خلت من عمره الوظيفي.

أبناء الذوات يتقلبون ما بين رواتب ضخمة، وامتيازات، ومياومات، ومكافئات، وكأن الوطن صار مزرعة وطعمة لهم ولذويهم لا بارك الله بهم.

ما حدث في اربد والكرك والسلط والرقبان ينذر بحدوث ما لا يحمد عقباه، فالهوة والفجوة بين المواطن والمسؤول تتسع، ونار الحقد تشتعل في نفوس أبناء الشعب ممن لا يمكنهم السكوت على أموال الوطن؛ وكيف يتم السيطرة عليها والتفنن في إنفاقها على عينك يا تاجر، والمواطن الأردني يركض طوال الشهر لتأمين لقمة خبز ناشف لإطعام أطفاله، وهو بالتأكيد لا يعرف الجمبري، أو اللوبستر، أو اللازانيا كما يعرفها أبناء الطبقة المخملية.

هذه رسالة أوجهها للحكومة الحالية أو ربما الحكومة القادمة، إن لم تعملوا على تعديل رواتب العسكر لتصبح ألف دينار ابتداءً، فإن الحال لن يبقى كما نتمنى ونشتهي، فالمواطن لن يسكت على الجوع، والدين، والقهر، وغيره لا يكترث بما يجري في الوطن وللوطن.

أصبح الظلم كبيراً، والتفاوت بين الطبقات ينذر بخطر قادم، فإما الهروب من هذا البلد وتركه لبعض الصعاليك يواصلون نهبه وتدميره، أو تتغير الأحوال وفق تقدير الشارع، أو سرعة الحكومة في التغيير، والتعديل، والتبديل من أجل الصالح العام…

المواطن لن يسكت طويلاً على ما يجري من ظلم، فالظلم ظلمات، وبالتأكيد المواطن جلده ليس من جلد التمساح…

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

مقالات ذات الصلة