هوس الناس بالهاتف المحمول ما سببه؟ وهل من أضرار؟ وما العلاج؟

رقيب نيوز ـ عمان : هوس الكثير من الناس لامتلاك الهواتف الذكية، من أجل تحميل أحدث التطبيقات لاستخدامها لتبادل الرسائل، ولتصفح “الإنترنت”، تلك التطبيقات التي تزيد التواصل الالكتروني بعيداً عن التواصل الحقيقي، وتؤدي إلى الانخراط في ذلك العالم، بما ينتج عنه من مشاكل اجتماعية، وإلهاء عن العمل، والعائلة في معظم الأوقات، علاوة على تسببه بمشاكل صحية، سنعاني منها على المدى البعيد، فما الذي يسببه إدمان حمل الهاتف المحمول كثيرا؟ وكيف يتم علاجه؟

يقول طبيب العلاج الطبيعي نصر أبو خضر: “استخدام الهاتف المحمول لفترة طويلة وحمله بطريقة خاطئة، يؤثر على الرقبة واليدين، إذ يؤدي إلى انزلاق غضروفي حاد من الفقرتين السادسة والسابعة في الرقبة، ومن أعراضه الصداع، وألمٌ في الذراع عند مفصل الكتف والرسغ والكوع، مع صعوبة تحريك بعض الأصابع لفترة قصيرة، بالإضافة إلى وجود صعوبة في تحريك الرقبة إلى اليمين أو اليسار بشكل طبيعي، ومشاكل في العيون”.

الحالات

يشير أبو خضر إلى أن عدد الحالات التي وصلته للعلاج ما يقارب الثلاثين حالة حتى الآن، ويكمل “تظهر الأعراض بناءً على مدة حمل الهاتف، فهناك من يحمل هاتفه بطريقة خاطئة مدة 24 ساعة، وهؤلاء تظهر عليهم الأعراض بشكلٍ أسرع من غيرهم”، موضحاً أن وزن رأس الإنسان يزن 12 باونداً، وثني الرقبة أكثر من اللازم للقراءة من الهاتف المحمول يؤدي إلى زيادة الحمل على الرقبة والكتفين لأن الوزن في هذه الحالة يصل إلى 60 باونداً.

تقول زينة نعمان وهي إحدى المتضررات: “أصابني صداعٌ في الرأس منذ فترة لكني لم أهتم، لكن تزايد الألم في رأسي وتبعه ألمٌ في رقبتي، وشعرت بالتنميل في ذراعي اليسرى، فذهبت إلى الطبيب لاتفاجأ أن كل هذا سببه استخدامي للهاتف بكثرة وبطريقة خاطئة”.

أما نسرين حسين فتقول: “استخدامي بكثرة لهاتفي المحمول بشكلٍ خاطئ، أدى إلى إصابتي بأوجاع في رقبتي لم أتحملها تسببت بتحديد حركتها، فذهبت إلى الطبيب وأخذت بنصائحه، والألم بدأ يخف”.

دراسات

أظهرت دراسة علمية حديثة أجرتها “جمعية العلاج لتقويم العمود الفقري البريطانية” أن الإفراط في استخدام الأجهزة الخلوية (الهاتف النقال) يتسبب في عدد من المشكلات الصحية لما يقرب من 45% لمن هم دون سن الثلاثين عاماً، ويأتي على رأسها الآلام الحادة في الظهر والرقبة، كما كشفت الدراسة عن ارتفاع سنوي لهذه الأعراض بنسبة 28%.

دراسة أخرى نشرتها المجلة العالمية المهنية كشفت فيها أن حوالي 53% من مستخدمي الهاتف النقال يشكون آلاما في الرقبة، مع تنميل وخدر، بينما لفتت دراسة أجريت في جامعة سان فرانسيسكو إلى أن 83% من الذين يرسلون الرسائل يشتكون من آلام في الرقبة واليدين، إضافة إلى ضيق التنفس وتسرع دقات القلب والضغط النفسي.

كيفية العلاج؟

وعن طريقة العلاج يقول الدكتور نصر: “أولاً: يكون العلاج من خلال جلسات طبيعية، ويعتمد عدد الجلسات الطبيعية على حجم الضرر، ثانيا: تكون بتوعية الشخص بالطريقة الصحيحة لحمل الهاتف، وهذا يكون من خلال أن يكون الظهر والرقبة مرفوعين، مع تجنب حني الرقبة إلى الأمام، ووضع الجهاز على الطاولة ورفعه بكتاب مثلاً وذلك لراحة اليد والرقبة”.

ويشير أبو خضر إلى أن مشاكل الهاتف المحمول لا تقتصر على الرقبة واليدين بل إلى مشاكل بالسمع وهذا يكون عند استخدامه لفترات طويلة، فيؤثر على عصب السمع، مما يؤدي إلى ضعف السمع، مؤكداً أن الضرر نفسه حتى مع استخدام السماعات.

وكالات

مقالات ذات الصلة