ليلة شتائية – ليلى عريقات

ليلى عريقات
‏1

ليلة شِتائيّة

في الليلِ أبرقتِ السماءُ وأرْعَدَتْ
والرّيحُ تُعْوِلُ والمنامُ جَفاني

والذكرياتُ توافدَتْ تجْتاحُني
منذُ الشّبابِ تتابَعَتْ أحْزاني

ما كانَ مِثْلُكَ يا شقيقي في الدُّنا
راحَ الطبيبُ لِشِقْوَتي خلّاني

سامي ويتّفِقُ المُسَمّى واسمَهُ
دهْري- حبيبي- فيكَ كم عزّاني
* * *
ما كِدْتُ أفرحُ والفصولُ سَريعةٌ
حتى رحلْتَ لِنُصْرةِ الأوطانِ

وتَبِعْتُ دربَكَ يا ابنَ عمّي أصْبَحَتْ
فيْحاءُ مَرْبَعَنا وقُطْري الثّاني

في يومِ عيدِ زواجِنا جاؤوا بِكُمْ
ومعي فِراخٌ يُتْمُهُمْ أضْناني

يشْتدُّ بطشُ الربحِ تهمي دَمْعَتي
وأرى المشاهِدَ تابَعَتْ بِثَوانِ

كم ليلةٍ جَدَّفْتُ في بحرِ الأسى
وأقولُ: ربُّ العرشِ لَن يَنْساني
* * *
وإلى أبو ظبيٍ شدَدْتُ أعِنَّتي
وهُناكَ صِرْتَ بِوُدِّكُمْ تغْشاني

كنتَ الحنونَ على الصِّغارِ رعَيْتَهُم
أُمّي اطمأنّتْ وانتهتْ أشجاني

ورجَعْتُ لِلزَّرْقاءِ أعْشَقُ تُرْبَها
وَبِها الأمانُ لِأُسْرَتي وجَناني

وتجيءُ عندي في المَصيفِ
كَزائِرٍ
عاماً فعاماً وانْجلى خِذْلاني

وإلى بلادِ العمِ سامٍ هجرَةٌ
طالَتْ وطارَ الوُدُّ مِن وُجْداني

ويُطِلُّ طيْفٌ كم يلوحُ لِناظِري
لكنّهُ واضيْعَتي ينساني

مَطَرٌ يَدُقُّ على النوافِذ ردَّني
لِوِسادتي لِأقولَ: آهِ زَماني

مقالات ذات الصلة