لهذا السبب مقاهي عمان مليئة بالإسبان !!

شباب ذوو ملامح شرقية يتحدثون بلهجة أردنية ويرتدون النمط الاردني من الثياب، لكنهم اسبان الاب مدريديو الحضارة.

هنا، تفخر أن العاصمة عمان صارت مقصدا سياحيا نهائيا للإسبان. ابتسم انت سائح لا نهائي في عمان.

– خطنا الدفاعي ضعيف، من لما ترك بيب غوارديولا تدريب فريقنا .. يا عمي أصبح الفريق ضعيف دفاعيا لكن استمرت قوته بالهجوم.

– يا زلمة روح .. ضعيف ولا مش ضعيف النادي الملكي لا يقهر.. وبوجود رونالدو وغيرث بيل في الهجوم، رح نضلنا طافسينكم’.

تستغرب استخدام كلمة ‘طافسينكم’ كيف استطاع لسان السياح الاسبان تناولها. تقول ربما صدفة.

يقول الدكتور محمد الشوبكي مستشار واختصاصي الأمراض العصبية والطب النفسي: ليس ما يجري لشبابنا نمط عفوي، بل حكاية اشتغل عليها التلفزيون والاسرة والمدرسة معا.

تسمع حوارات معتنقي الرياضة، فلا يخطر في بالك إلا أن تعجب من انهم يتحدثون اللهجة الاردنية بطلاقة. وتكاد تسأل نفسك، لما لا يتحدث هؤلاء الإفرنج الاسبانية في حواراتهم ويكتفون بالدارجة الأردنية؟

ظاهرة غامضة غزت العالم العربي لا تبدو انها رياضية وإن كانت تفاصيلها ‘قدم تلاحق كرة’ على حد قول د. الشوبكي:

بعد ان تحوّل التلفزيون الى أب، والام الى شبكات التواصل الاجتماعي، علينا ان نتوقع ان يتحدث شاب ما عن نادي برشلونة وكأنه بعض ما ورثه عن أبيه.

فراغ ثقافي مرضي، نسج روابط الناس افتراضيا، حتى لا يكاد المتفحص يعرف بالضبط ما الحقيقي من الافتراضي في حياة الشاب.

على حد تعبير اختصاصي الامراض العصبية، فإنه ورغم القضايا المصيرية الكبرى التي تعاني منها الأمة، هناك من يريد إقصاء شريحة الشباب عن القضايا الكبرى، وهو تهميش مبرمج ومقصود.

يقول د. الشوبكي: هو يعيش بين هذا وذاك فيسهل ان يضيع، مشيرا الى ان حاجة الانسان الى قضية كبرى يعيش من اجلها، تدفع الشباب الى اعتناق الرياضة كدين.

ما زالت الدراسات قاصرة عن فحص ما يجري بين مشجعي الريال وبرشلونة، وتفكيك الشخصية الجمعية التي قادت الى مشهد تسمع فيه شاب يتحدث بوطنية عن نادي ريال مدريد، أو ‘برشلونة’، فيما يتحدث عن لاعبي الفريقين، كأنه أحد أبطال معركة ‘بدر’.

مقالات ذات الصلة